الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ويدع الإنسان بالشر الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير : يعني قول الإنسان : اللهم العنه واغضب عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير . قال : يغضب أحدهم، فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده، فإن أعطاه الله ذلك شق عليه، فيمنعه ذاك، ثم يدعو بالخير فيعطيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن مجاهد : في قوله : ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير . قال : ذلك دعاء الإنسان بالشر على [256و] ولده وعلى امرأته، يعجل فيدعو عليه، لا يحب أن يصيبه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 267 ] وأخرج أبو داود والبزار ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : وكان الإنسان عجولا . قال : ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن سلمان الفارسي قال : أول ما خلق الله من آدم رأسه، فجعل ينظر وهو يخلق، وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر قال : يا رب، عجل قبل الليل . فذلك قوله : وكان الإنسان عجولا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : لما خلق الله آدم خلق عينيه قبل بقية جسده، فقال : أي رب، أتم بقية خلقي قبل غيبوبة الشمس . فأنزل الله : وكان الإنسان عجولا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية