الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : ما حكم الفعلين بعد سمعنا فتى ، وأي فرق بينهما ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : هما صفتان لفتى ، إلا أن الأول وهو : "يذكرهم " : لا بد منه لسمع ؛ لأنك لا تقول : سمعت زيدا وتسكت ، حتى تذكر شيئا مما يسمع ، وأما الثاني : فليس كذلك .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : " إبراهيم " ، ما هو ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : قيل : هو خبر مبتدأ محذوف ، أو منادى ، والصحيح : أنه فاعل يقال ؛ لأن المراد الاسم لا المسمى ، على أعين الناس في محل الحال ، بمعنى : معاينا مشاهدا ، أي : بمرأى منهم ومنظر .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : فما معنى : الاستعلاء في على ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : هو وارد على طريق المثل ، أي : يثبت إتيانه في الأعين ويتمكن فيها ثبات الراكب على المركوب وتمكنه منه ، لعلهم يشهدون : عليه بما سمع منه ، وبما فعله أو يحضرون عقوبتنا له ؛ روي أن الخبر بلغ نمروذ وأشراف قومه ، فأمروا بإحضاره .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية