الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائتين

فمن الحوادث فيها :

[إغارة الروم على عين زربة ]


إغارة الروم على عين زربة ، فأسرت من كان بها من رجال الزط ، وذراريهم ونسائهم [وجواميسهم ] وبقرهم ، فأخذتهم إلى بلاد الروم .

ومن الحوادث : أن أهل حمص وثبوا في جمادى الآخرة من هذه السنة بمحمد بن عبدويه عاملهم ، وأعانهم عليه قوم من نصارى أهل حمص ، فكتب بذلك إلى المتوكل ، وكتب إليه بمناهضتهم ، وأمده بجند من راتبة دمشق ، مع صالح العباسي التركي ، وهو عامل دمشق ، وأمره أن يأخذ من رؤسائهم ثلاثة [نفر ] فيضربهم [بالسياط ] ضرب التلف ، فإذا ماتوا صلبهم على أبوابهم ، وأن يأخذ بعد ذلك من وجوههم عشرين إنسانا ، فيضربهم بالسياط ثلاثمائة سوط ، ويحملهم في الحديد إلى باب أمير المؤمنين ، وأن يخرب ما بها من الكنائس والبيع ، وأن يدخل البيع التي إلى جانب مسجدها في المسجد ، وأن لا يترك في المدينة نصرانيا إلا أخرجه منها ، وينادي [ ص: 283 ] فيهم قبل ذلك ، فمن وجد فيها بعد ثالثة أحسن أدبه . وأمر لمحمد بن عبدويه بخمسين ألف درهم ، وأمر لقواده ووجوه أصحابه بصلات ، وأمر لخليفته علي بن الحسين بخمسة عشر ألف درهم ، ولقواده بخمسة آلاف درهم وبخلع .

[ماجت النجوم في السماء ]

وفي هذا الشهر : ماجت النجوم في السماء ، وجعلت تتطاير شرقا وغربا ويتناثر بعضها خلف بعض كالجراد من قبل غروب الشفق إلى قريب من الفجر ، ولم يكن مثل هذا إلا لظهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وفي هذه السنة : ولي أبو حسان الزيادي قضاء الشرقية في المحرم .

التالي السابق


الخدمات العلمية