الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عبد البر في "التمهيد" بسند ضعيف، عن عائشة قالت : سألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال : "هم مع آبائهم" . ثم سألته بعد ذلك، فقال : "الله أعلم بما كانوا عاملين" . ثم سألته بعدما استحكم الإسلام، فنزلت : ولا تزر وازرة وزر أخرى . فقال : "هم على الفطرة" . أو قال : "في الجنة" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 275 ] وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن ابن عباس قال : حدثني الصعب بن جثامة قال : قلت يا رسول الله، إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين؟ قال : "هم منهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، وأحمد ، وقاسم بن أصبغ، وابن عبد البر، عن حسناء بنت معاوية الصريمية، عن عمها قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "النبي في الجنة، والشهيد [256ظ] في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج قاسم بن أصبغ، وابن عبد البر، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألا يعذبهم، فأعطانيهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 276 ] وأخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن عبد البر، عن أنس قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، قال : "هم خدم أهل الجنة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن سلمان الفارسي قال : أطفال المشركين خدم أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن عبد البر وضعفه، عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ولدان المسلمين، أين هم؟ قال : "في الجنة" . وسألته عن ولدان المشركين، أين هم؟ قال : "في النار" . قلت : يا رسول الله، لم يدركوا الأعمال ولم تجر عليهم الأقلام . قال : "ربك أعلم بما كانوا عاملين، والذي نفسي بيده لئن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وقاسم بن أصبغ، وابن عبد البر، عن ابن عباس قال : كنت أقول في أطفال المشركين : هم مع آبائهم . حتى حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عنهم، فقال : "ربهم أعلم [ ص: 277 ] بهم، هو خلقهم، وهو أعلم بهم وبما كانوا عاملين" . فأمسكت عن قولي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج قاسم بن أصبغ، وابن عبد البر، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين، فقال : "الله أعلم بما كانوا عاملين" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية