الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
824 حديث سابع وثلاثون لهشام .

وهو أول المراسيل .

مالك ، عن هشام بن عروة ، ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت للركن الأسود : إنما أنت حجر ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك ، ثم قبله .

[ ص: 256 ]

التالي السابق


[ ص: 256 ] هذا الحديث مرسل في الموطأ هكذا لم يختلف فيه ، وهو يستند من وجوه صحاح ثابتة .

ذكر ابن وهب في موطئه قال : أخبرني يونس وعمرو بن الحارث ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه أنه حدثه قال : قبل عمر الحجر ثم قال : أما والله لقد علمت أنك حجر ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك . قال عمرو بن الحارث : وحدثني بمثلها زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر .

قال أبو عمر : زعم أبو بكر البزار أن هذا الحديث رواه عن عمر مسندا أربعة عشر رجلا .

قال أبو عمر : أفضلها وأثبتها وإن كانت كلها ثابتة - حديث الزهري ، عن سالم ، عن أبيه .

وحدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا وجيه بن الحسن قال : حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا مؤمل قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس قال : رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولكن رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك فأنا أقبلك .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان بن عيينة وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا بكر بن حماد قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا حماد بن زيد قالا : حدثنا عاصم الأحول قال : سمعت عبد الله بن سرجس قال : رأيت الأصلع عمر بن الخطاب - رحمة الله عليه - أتى [ ص: 257 ] الركن الأسود فقبله ، ثم قال : والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك .

أخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا ابن كثير قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عائش بن ربيعة ، عن عمر أنه جاء إلى الحجر فقبله ، فقال : إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك .

وحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال : حدثنا محمد بن سابق قال : حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة قال : رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول : إني لأعلم أنك حجر ، ولكني رأيت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - بك حفيا .

قال أبو عمر : لا يختلفون أن تقبيل الحجر الأسود في الطواف من سنن الحج لمن قدر على ذلك ، ومن لم يقدر على تقبيله وضع يده عليه ورفعها إلى فيه ، فإن لم يقدر على ذلك أيضا للزحام كبر إذا قابله ، فمن لم يفعل فلا حرج عليه ، ولا ينبغي لمن قدر على ذلك أن يتركه تأسيا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بعده .

أخبرنا محمد بن خليفة قال : حدثنا محمد بن نافع المكي قال : حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عامر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، أن عبد الرحمن بن عوف كان إذا أتى الركن فوجدهم يزدحمون عليه استقبله وكبر ودعا ثم طاف ، فإذا رأى خلوة استلمه .




الخدمات العلمية