الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2316 باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: (باب استحباب نزول المحصب إلخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 61 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا أبو هريرة قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر وذلك أن قريشا وبني كنانة تحالفت [ ص: 596 ] على بني هاشم وبني المطلب: أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني بذلك: المحصب) .

                                                                                                                              وفي الرواية الأخرى: منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر .]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي: إنما قال: " إن شاء الله " (تعالى) امتثالا لقوله تعالى:

                                                                                                                              ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) .

                                                                                                                              والمعنى: تحالفوا وتعاهدوا عليه.

                                                                                                                              وهو تحالفهم على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم ، وبني هاشم ، وبني المطلب ، من مكة إلى هذا الشعب. وهو: (خيف بني كنانة) .

                                                                                                                              وكتبوا بينهم الصحيفة المشهورة. وكتبوا فيها أنواعا من الباطل ، وقطيعة الرحم ، والكفر.

                                                                                                                              فأرسل الله عليها الأرضة ، فأكلت كل ما فيها ، من كفر ، وقطيعة رحم ، وباطل. وتركت ما فيها: من ذكر الله تعالى.

                                                                                                                              فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

                                                                                                                              [ ص: 597 ] فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : عمه أبا طالب. فجاء إليهم أبو طالب ، فأخبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فوجدوه كما أخبر. والقصة مشهورة.

                                                                                                                              قال: وقال بعض العلماء: وكان نزوله هنا: شكرا لله تعالى ، على الظهور بعد الاختفاء ، وعلى إظهار دين الله تعالى. انتهى.

                                                                                                                              قال في (الفتح) : والحاصل: أن من نفى أنه سنة "كعائشة وابن عباس " ، أراد: أنه ليس من المناسك ، فلا يلزم بتركه شيء.

                                                                                                                              ومن أثبته " كابن عمر " ، أراد: دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم ، لا الالتزام بذلك.

                                                                                                                              ويستحب: أن يصلي به الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، ويبيت به بعض الليل. كما دل عليه حديث أنس ، وابن عمر ، رضي الله عنهم. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية