الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أو يكون لك بيت من زخرف ؛ جاء في التفسير أن معناه: "بيت من ذهب"؛ وأصل "الزخرف"؛ في اللغة؛ و"الزخرفة": الزينة؛ والدليل على ذلك قوله - عز وجل -: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ؛ أي: أخذت كمال زينتها؛ و"زخرفت الشيء"؛ إذا أكملت زينته؛ ولا شيء في تزيين بيت وتحسينه وزخرفته كالذهب؛ فليس يخرج ما فسروه عن الحق في هذا.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك ؛ يقال - في الصعود -: "رقيت؛ أرقى؛ رقيا"؛ ويقال - فيما تداويه بالعوذة -: "رقيت؛ أرقي؛ رقية؛ ورقيا".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: حتى تنـزل علينا كتابا نقرؤه ؛ أي: حتى تنزل علينا كتابا يشهد بنبوتك؛ فأعلم الله - جل ثناؤه - أن ذلك لو نزل عليهم؛ لم يؤمنوا؛ فقال: ولو نـزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ؛ فإذا كانوا يدعون فيما يعجز عنه أنه سحر؛ فكيف يوصل إلى تبصيرهم والتبيين لهم بأكثر مما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الآية الباقية؛ وهي القرآن؛ ومن الأنباء ما يدبرونه بينهم؛ وبما يخبرهم به من أخبار الأمم السالفة؛ وهو لم يقرأ كتابا؛ ولا خطه بيمينه؛ وقد أنبأ - صلى الله عليه وسلم - ودل على نبوته كل ما يخطر بالبال.



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية