[ ص: 408 ] سُورَةُ الْقَمَرِ
مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29025_30184_30292nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ nindex.php?page=treesubj&link=29025_18669_30549_30612_31788_32024_34199nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ nindex.php?page=treesubj&link=29025_30532_30549_30612_32509_34199nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ nindex.php?page=treesubj&link=29025_32016nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ nindex.php?page=treesubj&link=29025_28752_32016_34304nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أَيْ دَنَتْ وَقَرُبَتْ ، قَالَ الشَّاعِرُ
قَدِ اقْتَرَبَتْ لَوْ كَانَ فِي قُرْبِ دَارِهَا جِدَاءُ وَلَكِنْ قَدْ تَضُرُّ وَتَنْفَعُ
وَالْمُرَادُ بِالسَّاعَةِ الْقِيَامَةُ ، وَفِي تَسْمِيَتِهَا بِالسَّاعَةِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: لِسُرْعَةِ الْأَمْرِ فِيهَا.
الثَّانِي: لِمَجِيئِهَا فِي سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِهَا. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16243طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=944705 (اقْتَرَبَتِ [ ص: 409 ] السَّاعَةُ وَلَا يَزْدَادُ النَّاسُ عَلَى الدُّنْيَا إِلَّا حِرْصًا وَلَا تَزْدَادُ مِنْهُمْ إِلَّا بُعْدًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1وَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ:
أَحَدُهَا: مَعْنَاهُ وَضَحَ الْأَمْرُ وَظَهَرَ
وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ مَثَلًا فِيمَا وَضَحَ أَمْرُهُ ، قَالَ الشَّاعِرُ
أَقِيمُوا بَنِي أُمِّي صُدُورَ مَطِيِّكُمْ فَإِنِّي إِلَى قَوْمٍ سِوَاكُمْ لَأَمْيَلُ
فَقَدْ حَمَّتِ الْحَاجَاتُ وَاللَّيْلُ مُقْمِرُ وَشُدِّتْ لِطَيَّاتٍ مَطَايَا وَأَرْحَلُ
وَالثَّانِي: أَنَّ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ هُوَ انْشِقَاقُ الظُّلْمَةِ عَنْهُ بِطُلُوعِهِ فِي أَثْنَائِهَا كَمَا يُسَمَّى الصُّبْحُ فَلَقًا لِانْفِلَاقِ الظُّلْمَةِ عَنْهُ ، وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنِ انْفِلَاقِهِ بِانْشِقَاقِهِ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8572النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ فَلَمَّا أَدْبَرُوا وَلَهُمْ دَوِيٌّ دَعَانَا عِنْدَ شَقِّ الصُّبْحِ دَاعِي
الثَّالِثُ: أَنَّهُ انْشِقَاقُ الْقَمَرِ عَلَى حَقِيقَةِ انْشِقَاقِهِ. وَفِيهِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ يَنْشَقُّ بَعْدَ مَجِيءِ السَّاعَةِ وَهِيَ النَّفْخَةُ
الثَّانِيةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، قَالَ: لِأَنَّهُ لَوِ انْشَقَّ مَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا رَآهُ لِأَنَّهَا آيَةٌ وَالنَّاسُ فِي الْآيَاتِ سَوَاءٌ.
الثَّانِي: وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَظَاهِرُ التَّنْزِيلِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31013_30184الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ سَأَلَهُ عَمُّهُ
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ أَسْلَمَ غَضَبًا لِسَبِّ
أَبِي جَهْلٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ، أَنْ يُرِيَهُ آيَةً يَزْدَادُ بِهَا يَقِينًا فِي إِيمَانِهِ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13780أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=684894رَأَيْتُ الْقَمَرَ مُنْشَقًّا شِقَّتَيْنِ بِمَكَّةَ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، شِقَّةٌ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، وَشِقَّةٌ عَلَى السُّوَيْدَا فَقَالُوا: سَحَرَ الْقَمَرَ ، فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا فِيهِ وَجْهَانِ:
[ ص: 410 ] أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَرَادَ أَيَّ آَيَةٍ رَوَأْهَا أَعْرَضُوا عَنْهَا وَلَمْ يَعْتَبِرُوا بِهَا ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهَا بِلَفْظِ التَّنْكِيرِ دُونَ التَّعْرِيفِ، قَالَهُ
ابْنُ بَحْرٍ .
الثَّانِي: أَنَّهُ عَنَى بِالْآيَةِ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ حِينَ رَأَوْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ فِيهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ مَعْنَى مُسْتَمِرٌّ ذَاهِبٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٌ nindex.php?page=showalam&ids=12078وَأَبُو عُبَيْدَةَ .
الثَّانِي: شَدِيدٌ، مَأْخُوذٌ مِنْ إِمْرَارِ الْحَبْلِ، وَهُوَ شِدَّةُ فَتْلِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
الرَّابِعُ: أَنَّ الْمُسْتَمِرَّ الدَّائِمَ ، قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا لَيَالٍ وَأَعْصُرَ وَلَيْسَ عَلَى شَيْءٍ قَوِيمٍ بِمُسْتَمِرٍّ
أَيْ بِدَائِمٍ.
الْخَامِسُ: أَيْ قَدِ اسْتَمَرَّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=3وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
الثَّانِي: كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ فِي أَنَّ الْخَيْرَ لِأَهْلِ الْخَيْرِ ، وَالشَّرِّ لِأَهْلِ الشَّرًّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّالِثُ: أَنَّ كُلَّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ حَقُّهُ مِنْ بَاطِلِهِ.
الرَّابِعُ: أَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةً وَنِهَايَةً فِي وُقُوعِهِ وَحُلُولِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَيَحْتَمِلُ خَامِسًا، أَنْ يُرِيدَ بِهِ دَوَامَ ثَوَابِ الْمُؤْمِنِ وَعِقَابِ الْكَافِرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأَنْبَاءِ فِيهِ وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَحَادِيثُ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الثَّانِي: الْقُرْآنُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=4مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ أَيْ مَانِعٌ مِنَ الْمَعَاصِي.
وَيَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ النَّهْيُ.
الثَّانِي: أَنَّهُ الْوَعِيدُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هِيَ الرِّسَالَةُ وَالْكِتَاِبُ.
[ ص: 411 ] وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ.
وَيَحْتَمِلُ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5بَالِغَةٌ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: بَالِغَةٌ فِي زَجْرِكُمْ.
الثَّانِي: بَالِغَةٌ مِنَ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، فَيَكُونُ عَلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ ، وَعَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي مِنَ الْإِبْلَاغِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=5فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ أَيْ فَمَا يَمْنَعُهُمُ التَّحْذِيرُ مِنَ التَّكْذِيبِ.