الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ؛ هذا جواب لقولهم: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا فأعلمهم الله - جل وعلا - أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحا؛ وبخلا؛ فقال: إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ؛ يعنى بالإنسان ههنا الكافر خاصة؛ كما قال - عز وجل -: إن الإنسان لربه لكنود ؛ [ ص: 262 ] أي: لكفور؛ وإنه لحب الخير لشديد ؛ أي: من أجل حب الخير؛ وهو المال؛ لبخيل؛ فأما "أنتم"؛ فمرفوع بفعل مضمر؛ المعنى: "قل لو تملكون أنتم"؛ لأن "لو"؛ يقع بها الشيء لوقوع غيره؛ فلا يليها إلا الفعل؛ وإذا وليها الاسم؛ عمل فيها الفعل المضمر؛ ومثل ذلك من الشعر قول المتلمس :


                                                                                                                                                                                                                                        فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي جعلت لهم فوق العرانين ميسما

                                                                                                                                                                                                                                        المعنى: لو أراد غير أخوالي؛ و"القتور": البخيل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية