الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 44 ] آ. (23) قوله تعالى: جنات عدن : يجوز أن يكون بدلا من "عقبى"، وأن يكون بيانا، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر، وأن يكون مبتدأ خبره "يدخلونها" وقرأ النخعي "جنة" بالإفراد. وتقدم الخلاف في "يدخلونها".

                                                                                                                                                                                                                                      والجملة من "يدخلونها" تحتمل الاستئناف أو الحالية المقدرة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ومن صلح يجوز أن يكون مرفوعا عطفا على الواو، وأغنى الفصل بالمفعول عن التأكيد بالضمير المنفصل، وأن يكون منصوبا على المفعول معه، وهو مرجوح.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن أبي عبلة "صلح" بضم اللام، وهي لغة مرجوحة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: من آبائهم في محل الحال من ومن صلح و "من" لبيان الجنس. وقرأ عيسى الثقفي "وذريتهم" بالتوحيد.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "سلام" الجملة محكية بقول مضمر، والقول المضمر حال من فاعل "يدخلون"، أي: يدخلون قائلين.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بما صبرتم" متعلق بما تعلق به "عليكم"، و "ما" مصدرية، أي: بسبب صبركم. ولا يتعلق بـ "سلام" لأنه لا يفصل بين المصدر ومعموله بالخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 45 ] قاله أبو البقاء. وقال الزمخشري : "ويجوز أن يتعلق بـ "سلام"، أي: نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم"، ولما نقله عنه الشيخ لم يعترض عليه بشيء. والظاهر أنه لا يعترض عليه بما تقدم; لأن ذلك في المصدر المؤول بحرف مصدري، وفعل، وهذا المصدر ليس من ذلك. والباء: إما سببية كما تقدم، وإما بمعنى بدل، أي: بدل صبركم، أي: بما احتملتم مشاق الصبر. وقيل: "بما صبرتم" خبر مبتدأ مضمر، أي: هذا الثواب الجزيل بما صبرتم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الجمهور: "فنعم" بكسر النون وسكون العين، وابن يعمر بالفتح والكسر، وقد تقدم أنها الأصل كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2538 - ... ... ... ... نعم الساعون في القوم الشطر

                                                                                                                                                                                                                                      وابن وثاب بالفتح والسكون، وهي تخفيف الأصل، ولغة تميم تسكين عين فعل مطلقا. والمخصوص بالمدح محذوف، أي: الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية