الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فرض صيام شهر رمضان وزكاة الفطر، وسنة الأضحية

روينا عن ابن سعد ، أخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي ، عن الزهري ، عن عروة عن عائشة، قال الواقدي: وأخبرنا عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه، عن جده، قالوا: نزل فرض شهر رمضان بعدما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر، في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة بزكاة الفطر، وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال، وأن تخرج عن الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، صاع من تمر، أو صاع من شعير، أو صاع من زبيب، أو مدان من بر. وكان يخطب صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيومين، فيأمر بإخراجها قبل أن يغدو إلى المصلى، وقال: "أغنوهم - يعني المساكين - عن طواف هذا اليوم". وكان يقسمها إذا رجع، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد يوم الفطر بالمصلى قبل الخطبة.

وصلى العيد يوم الأضحى، وأمر بالأضحية، وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي في كل عام، قالوا: وكان يصلي العيدين قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، وكان تحمل العنزة بين يديه، وكانت العنزة للزبير بن العوام قدم بها من أرض الحبشة، فأخذها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب أتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه، فيذبحه بيده بالمدية، [ ص: 374 ] ثم يقول: "هذا عن أمتي جميعا، ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ" ثم يؤتى بالآخر فيذبحه هو عن نفسه، ثم يقول: "هذا عن محمد وآل محمد" فيأكل هو وأهله منه، ويطعم المساكين، وكان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية.

قال محمد بن عمر: وكذلك تصنع الأئمة عندنا بالمدينة.

[ ص: 375 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية