الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تم أمر الأشقياء، عطف عليه قسيمهم فقال: وأما الذين سعدوا أي: فازوا بمطالبهم وتيسر أمرهم ففي الجنة أي التي صارت معلومة من الدين بالضرورة خالدين فيها دائما أبدا ما دامت السماوات والأرض على ما جرت به عادة العرب في إرادة التأبيد بلا آخر بمثل هذا إلا ما شاء ربك وأدل دليل على ما قلت في الاستثناء قوله: عطاء هو نصب على المصدر غير مجذوذ أي: مقطوع [ولا مكسور ولا مفصول - لعطاء من الأعطية ولا مفرق ولا مستهان به]: لأنهم لو انفكوا من النعيم حقيقة أو معنى ولو لحظة لكان مقطوعا [أو منقوصا]; وفي الختم بذلك من الجزم بالدوام طمأنينة لأهل الجنة زيادة في نعيمهم عكس ما كان لأهل النار; قال أبو الحسن الرماني : والزفير: ترديد النفس مع الصوت حتى تنتفخ الضلوع، وأصله الشدة من المزفور الخلق، والزفر: الحمل على الظهر، لشدته، والزفر: السيد لأنه يطيق حمل الشدائد، وزفرت النار - إذا سمعت لها صوتا في شدة توقدها، والشهيق: صوت فظيع يخرج من الجوف بمد النفس، وأصله الطول المفرط من قولهم: جبل شاهق [ ص: 385 ] أي ممتنع طولا; والخالد: الكائن في الشيء أبدا، والدائم: الباقي أبدا، ولهذا يوصف الله تعالى بالدائم دون الخالد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية