الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم [24]

                                                                                                                                                                                                                                        ( ما ) في موضع رفع بالابتداء ، و ( ذا ) بمعنى الذي ، وهو خبر "ما " . ( قالوا أساطير الأولين ) على إضمار مبتدإ . قال الكسائي : أي هو أساطير الأولين . وقال الأخفش : الجواب يرد على الكلام الأول ، فلما كانت "ما " في موضع رفع رفع . قال أبو إسحاق : المعنى الذي أنزل أي الذي ذكرتم أنتم أنه أنزل أساطير الأولين ، أي أكاذيب . وقال غيره : هذا على التهزء أي يقول بعضهم لبعض : ماذا أنزل ربكم ؟ فيقول المجيب : أساطير الأولين ، ولم يقروا أنه أنزل شيئا ، فلهذا كان مرفوعا . وقد أجاز النحويون : ماذا تعلمت أنحوا أم شعرا ، بالنصب والرفع . فالرفع على ما تقدم ، والنصب على أن تكون "ذا " زائدة بمعنى : أي شيء تعلمت ؟ فإن قلت : من ذا كلمت أزيدا أم عمرا ؟ لم يكن "من ذا " في موضع رفع ؛ لأن ذا لا يراد معها .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية