الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ حا ]

                                                          حا : الحاء : حرف هجاء يمد ويقصر ، وقال الليث : هو مقصور موقوف ، فإذا جعلته اسما مددته كقولك : هذه حاء مكتوبة ومدتها ياءان ، قال : وكل حرف على خلقتها من حروف المعجم فألفها إذا مدت صارت في التصريف ياءين ، قال : والحاء وما أشبهها تؤنث ما لم تسم حرفا ، فإذا صغرتها قلت : حيية ، وإنما يجوز تصغيرها إذا كانت صغيرة في الخط أو خفية وإلا فلا ، وذكر ابن سيده : الحاء حرف هجاء في المعتل ، وقال : إن ألفها منقلبة عن واو ، واستدل على ذلك وقد ذكرناه أيضا حيث ذكره الليث ، ويقولون لابن مائة : لا حاء ولا ساء أي : لا محسن ولا مسيء ، ويقال : لا رجل ولا امرأة ، وقال بعضهم : تفسيره أنه لا يستطيع أن يقول : حا وهو زجر للكبش عند السفاد وهو زجر للغنم أيضا عند السقي ، يقال : حأحأت به وحاحيت ، وقال أبو خيرة : حأحأ ، وقال أبو الدقيش : أحو أحو ، ولا يستطيع أن يقول : سأ ، وهو للحمار ، يقال : سأسأت بالحمار إذا قلت : سأسأ ؛ وأنشد لامرئ القيس :


                                                          قوم يحاحون بالبهام ، ونس وان قصار كهيئة الحجل



                                                          أبو زيد : حاحيت بالمعزى حيحاء ومحاحاة صحت ، قال : وقال الأحمر : سأسأت بالحمار . أبو عمرو : حاح بضأنك وبغنمك أي : ادعها ؛ وقال :


                                                          ألجأني القر إلى سهوات     فيها ، وقد حاحيت بالذوات

                                                          قال : والسهوة صخرة مقعئلة لا أصل لها في الأرض كأنها حاطت من جبل . والذوات : المهازيل ، الواحدة ذات . الجوهري : حاء زجر للإبل ، بني على الكسر لالتقاء الساكنين ، وقد يقصر ، فإن أردت التنكير نونت فقلت : حاء وعاء . وقال أبو زيد : يقال للمعز خاصة : حاحيت بها حيحاء وحيحاءة إذا دعوتها . قال سيبويه : أبدلوا الألف بالياء لشبهها بها لأن قولك : حاحيت إنما هو صوت بنيت منه فعلا ، كما أن رجلا لو أكثر من قوله لا لجاز أن يقول : لاليت ، يريد قلت لا ، قال : ويدلك على أنها ليست فاعلت قولهم : الحيحاء والعيعاء ، [ ص: 6 ] بالفتح ، كما قالوا : الحاحات والهاهات ، فأجري حاحيت وعاعيت وهاهيت مجرى دعدعت إذ كن للتصويت . قال ابن بري عند قول الجوهري حاحيت بها حيحاء وحيحاءة ، قال : صوابه حيحاء وحاحاة ، وقال عند قوله عن سيبويه أبدلوا الألف بها لشبهها بها ، قال : الذي قال سيبويه إنما هو أبدلوا الألف لشبهها بالياء ؛ لأن ألف حاحيت بدل من الياء في حيحيت ، وقال عند قول الجوهري أيضا لجاز أن تقول لاليت ، قال : حكي عن العرب في لا وما لويت ومويت ، قال : وقول الجوهري كما قالوا الحاحات والهاهات ، قال : موضع الشاهد من الحاحات أنه فعللة وأصله حيحية ، وفعللة لا يكون مصدرا لفاعلت وإنما يكون مصدرا لفعللت ، قال : فثبت بذلك أن حاحيت فعللت لا فاعلت ، والأصل فيها حيحيت . ابن سيده : حاء أمر للكبش بالسفاد . وحاء ، ممدودة : قبيلة ؛ قال الأزهري : وهي في اليمن حاء وحكم . الجوهري : حاء حي من مذحج ؛ قال الشاعر :


                                                          طلبت الثأر في حكم وحاء

                                                          قال ابن بري : بنو حاء من جشم بن معد . وفي حديث أنس : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم وحاء ) . قال ابن الأثير : هما حيان من اليمن من وراء رمل يبرين . قال أبو موسى : يجوز أن يكون حاء من الحوة ، وقد حذفت لامه ، ويجوز أن يكون من حوى يحوي ، ويجوز أن يكون مقصورا غير ممدود . وبئر حاء : معروفة . ‏

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية