الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2400 [ ص: 627 ] باب منه

                                                                                                                              وأورده النووي في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 114 - 115 ج والمطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي، وهو في معرسه من ذي الحليفة، في بطن الوادي فقيل إنك ببطحاء مباركة .

                                                                                                                              قال موسى: وقد أناخ بنا سالم، بالمناخ من المسجد الذي كان عبد الله ينيخ به يتحرى معرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي. بينه وبين القبلة. وسطا من ذلك .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عمر) رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ، وهو في معرسه من ذي الحليفة ، في بطن الوادي) .

                                                                                                                              قال عياض: المعرس: موضع النزول. قال أبو زيد: عرس القوم في المنزل: إذا نزلوا به ، أي وقت كان ، من ليل أو نهار.

                                                                                                                              وقال الخليل والأصمعي: التعريس: النزول في آخر الليل.

                                                                                                                              [ ص: 628 ] (فقيل: إنك ببطحاء مباركة ، قال موسى: وقد أناخ بنا سالم ، بالمناخ من المسجد ، الذي كان عبد الله ينيخ به ، يتحرى معرس رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين القبلة. وسطا من ذلك.)

                                                                                                                              قال عياض: النزول بالبطحاء بذي الحليفة ، في رجوع الحاج ; ليس من مناسك الحج.

                                                                                                                              وإنما فعله من فعله من أهل المدينة: تبركا بآثار النبي صلى الله عليه وسلم. ولأنها بطحاء مباركة.

                                                                                                                              قال: واستحب مالك: النزول والصلاة فيه ، وأن لا يجاوز حتى يصلي فيه.

                                                                                                                              وإن كان في غير وقت صلاة ، مكث حتى يدخل وقت الصلاة ، فيصلي.

                                                                                                                              قال: وقيل: وإنما نزل به صلى الله عليه وسلم في رجوعه حتى يصبح ، لئلا يفجأ الناس أهاليهم ليلا ، كما نهى عنه صريحا في الأحاديث المشهورة.

                                                                                                                              والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية