الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 162 ] 397 عبد الله بن المبارك

              ومنهم السخي الجواد ، الممهد للمعاد ، المتزود من الوداد ، أليف القرآن والحج والجهاد ، جاد فساد ، وروجع فزاد ، ماله مشارك ، وفعله مبارك ، وقوله مبارك . شاها نشاه ، عبد الله بن المبارك رضي الله تعالى عنه .

              وقيل : إن التصوف اعتداد لازدياد ، واستعداد وارتياد .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا أحمد بن منيع ، ثنا عبد الله بن المبارك شاهانشاه ، أخبرني الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن منذر الثوري ، عن محمد ابن الحنفية قال : " ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا ، حتى يجعل الله له فرجا ، أو قال مخرجا " قال عبد الله بن المبارك : هذا مثلي ومثلكم .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ، ثنا عثمان بن خرزاد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا عبد الله بن يزيد بن عثمان الحمصي قال : قال لي الأوزاعي : " رأيت عبد الله بن المبارك ؟ قلت : لا ، قال : لو رأيته لقرت عينك " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق قال : سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم ، يقول : سمعت عبيد بن جناد أبو سعيد ، قال : قال لي عطاء بن مسلم : " يا عبيد ، رأيت عبد الله بن المبارك ؟ قلت : نعم ، قال : ما رأيت مثله ، ولا ترى مثله " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو يحيى ، ثنا عبيد بن جناد ، قال : قال العمري : " ابن المبارك يصلح لهذا الأمر ، فقال له رجل : أي شيء ؟ قال : الإمامة " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أحمد بن الوليد ، ثنا عبيد بن جناد ، قال : سمعت العمري ، يقول : " ما رأيت في دهرنا هذا أحدا يصلح لهذا الأمر إلا رجلا أتاني إلى منزلي فأقام عندي ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر ، فصيح اللسان ، إلا أن اللغة شرقية [ ص: 163 ] يكنى أبا عبد الرحمن ، معه غلام ، يقال له سفير ، فقلنا له : هذا عبد الله بن المبارك ، فقال : هكذا ينبغي ، إن كان معي أحد يصلح لهذا الأمر فذاك ، قال عبيد - يعني الاقتداء بالعلم - " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية