الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3604 (باب تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وفضلها رضي الله عنها)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان تزويج النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تجتمع مع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - في قصي، وهي من أقرب نسائه إليه في النسب، ولم يتزوج من ذرية قصي غيرها إلا أم حبيبة، قال الزبير: كانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، والأصم اسمه جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي، تزوجها رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - في سنة خمس وعشرين من مولده في قول الجمهور، وقال أبو عمر: كانت إذ تزوجها رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بنت أربعين سنة، وأقامت معه أربعا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر، وكان رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - إذ تزوجها ابن إحدى وعشرين سنة، وقيل: ابن خمس وعشرين وهو الأكثر، وقيل: ابن ثلاثين، وتوفيت قبل الهجرة بخمس سنين، [ ص: 278 ] وقيل: بأربع، وقال قتادة: قبل الهجرة بثلاث سنين، قال أبو عمر: قول قتادة عندنا أصح، وقال أبو عمر: يقال إنها توفيت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام، توفيت في شهر رمضان ودفنت في الحجون، وذكر البيهقي أن أباها خويلد هو الذي زوجه إياها، وذكر ابن الكلبي أنه زوجها إياها عمها عمرو بن أسد، وذكر ابن إسحاق أن الذي زوجه إياها أخوها عمرو بن خويلد، وكانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند أبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار، قال الزبير: اسمه مالك، وقال ابن منده: زرارة، وقال العسكري: هند، وقال أبو عبيدة: اسمه النباش وابنه هند، ومات أبو هالة في الجاهلية، وكانت خديجة قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي، ثم خلف عليها رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولم يختلفوا أنه ولد له منها أولاده كلهم إلا إبراهيم، وقال ابن إسحاق: ولدت خديجة له زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، والقاسم وبه كان يكنى، والطاهر، والطيب فالثلاثة هكلوا في الجاهلية، وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم، (فإن قلت): كيف قال: باب تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وكان يقتضي الكلام أن يقال: باب تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب التفعل لا من باب التفعيل، وهذا يقتضي أن يكون التزويج لغيره؟ (قلت): قد وقع في بعض النسخ: باب تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة على الأصل، ولكن في أكثر النسخ بلفظ تزويج فوجهه أن يقال: إن التفعيل يجيء بمعنى التفعل، ولهذا يقال: المقدمة بمعنى المتقدمة أو المراد تزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة من نفسه. قوله: " وفضلها " أي: وفي بيان فضل خديجة رضي الله تعالى عنها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية