الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2417 [ ص: 21 ] باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في (الباب المتقدم ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص131- 132 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. (أما القعنبي فقال: قرأت على مالك بن أنس. وأما قتيبة: فقال: حدثنا مالك. وقال يحيى "واللفظ له" قلت لمالك أحدثك ابن شهاب عن أنس بن مالك ; ) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه مغفر. فلما نزعه جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال: "اقتلوه" ؟ فقال مالك: نعم . ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك ) رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه مغفر. فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل )

                                                                                                                              اسمه: عبد العزى. وقال محمد بن إسحاق: اسمه: عبد الله. وقيل: سعد بن حريث.

                                                                                                                              [ ص: 22 ] وقال الكلبي: اسمه غالب بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كثير بن تيم بن غالب.

                                                                                                                              (وخطل ) بفتحتين.

                                                                                                                              (متعلق بأستار الكعبة. فقال: "اقتلوه" ).

                                                                                                                              قال العلماء: إنما قتله ; لأنه كان قد ارتد عن الإسلام، وقتل مسلما كان يخدمه، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويسبه، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.

                                                                                                                              فإن قيل: ففي الحديث الآخر: (من دخل المسجد فهو آمن )، فكيف قتله وهو متعلق بالأستار ؟

                                                                                                                              فالجواب: أنه لم يدخل في الأمان. بل استثناه: هو وابن أبي سرح، والقينتين، وأمر بقتله وإن وجد متعلقا بأستار الكعبة، كما جاء مصرحا به في أحاديث أخر.

                                                                                                                              وقيل: لأنه ممن لم يف بالشرط، بل قاتل بعد ذلك.

                                                                                                                              قال النووي: في هذا الحديث، حجة لمالك والشافعي وموافقيهما: في جواز إقامة الحدود والقصاص في حرم مكة.

                                                                                                                              وقال أبو حنيفة: لا يجوز. وتأولوا هذا الحديث، على أنه قتله في الساعة التي أبيحت له.

                                                                                                                              [ ص: 23 ] وأجاب الشافعية بأنها: إنما أبيحت له ساعة الدخول، حتى استولى عليها، وأذعن له أهلها، وإنما قتل ابن خطل بعد ذلك. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية