الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائتين

فمن الحوادث فيها:

أن المعتمد جلس في دار العامة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شوال فولى جعفرا ابنه العهد ، وسماه المفوض إلى الله [تعالى] وولاه المغرب ، وضم إليه موسى بن بغا وولاه إفريقية ، ومصر ، والشام ، والجزائر ، والموصل ، وأرمينية ، وطريق خراسان ، ومهرجان قذق ، وحلوان . وولى أبا أحمد أخاه العهد بعد جعفر ، وولاه المشرق . وضم إليه مسرورا البلخي ، وولاه بغداد ، والسواد ، والكوفة ، وطريق مكة ، والمدينة ، واليمن ، وكسكر ، وكور دجلة ، والأهواز ، وفارس ، وأصبهان ، وقم ، والكرخ ، والدينور ، والري ، وزنجان ، وقزوين ، وخراسان ، وجرجان ، وطبرستان ، وكرمان ، وسجستان ، والسند .

وعقد لكل واحد منهما لواءين أسود وأبيض ، وشرط إن حدث به حدث الموت وجعفر لم يكمل للأمر أن يكون الأمر لأبي أحمد ، ثم لجعفر ، وأخذت البيعة على الناس بذلك ، وفرقت نسخ الكتاب بذلك ، وبعثت نسخة مع الحسن بن محمد بن أبي الشوارب ليعلقها في الكعبة .

فعقد جعفر المفوض لموسى بن بغا على [ ص: 164 ] المغرب في شوال ، وسار مسرور البلخي مقدمه لأبي أحمد من سامرا لسبع بقين من ذي الحجة .

وحج بالناس في هذه السنة الذي حج بهم في التي قبلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية