الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 508 ] مسألة : ولا يحل بيع من لم يبلغ ، إلا فيما لا بد له منه ضرورة ، كطعام لأكله ، وثوب يطرد به عن نفسه البرد والحر ، وما جرى هذا المجرى إذا أغفله أهل محلته وضيعوه .

                                                                                                                                                                                          برهان ذلك - : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرنا ، فإذا ضيعه أهل محلته فاشترى ما ذكرنا بحقه ، فقد وافق الواجب ، وعلى أهل محلته إمضاؤه ، فلا يحل لأحد رد الحق وتكون مبايعته حينئذ إن كان جائز الأمر هو الذي عقد ذلك العقد عليه ، فهو عقد صحيح ، فإن كان أيضا غير جائز الأمر فهو كما ذكرنا عمل وافق الحق الواجب فلا يجوز رده - وبالله - تعالى - التوفيق .

                                                                                                                                                                                          وأما بيع من لم يبلغ لغيره بأمر ذلك الآخر ، وابتياعه له بأمره فهو نافذ جائز ; لأن يده وعقده إنما هما يد الآمر وعقده فهو جائز ، وبالله - تعالى - التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية