سُورَةُ الْأَحْقَافِ خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ آيَةً مَكِّيَّةٌ
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
[ ص: 53 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=6وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=7وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=12وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=14أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=15وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=17وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=18أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=19وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=21وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=22قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=24فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=25تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=26وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=27وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=33أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=34وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )
الْحِقْفُ : رَمْلٌ مُسْتَطِيلٌ مُرْتَفِعٌ فِيهِ اعْوِجَاجٌ وَانْحِنَاءٌ ، وَمِنْهُ احْقَوْقَفَ الشَّيْءُ : اعْوَجَّ . قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ وَانْتَحَى بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِي رُكَامٍ عَقَنْقَلِ
عَيِيَ بِالْأَمْرِ : إِذَا لَمْ تَعْرِفْ جِهَتَهُ ، وَيَجُوزُ فِيهِ الْإِدْغَامُ فَتَقُولُ : عَيَّ ، كَمَا قُلْتَ فِي حَيِيَ : حَيَّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
عَيُّوا بِأَمْرِهِمُ كَمَا عَيَّتْ بِبَيْضَتِهَا الْحَمَامَهْ
[ ص: 54 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29017تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=6وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=7وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ ، أَنَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=35فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ ) ، الْآيَتَيْنِ مَدَنِيَّتَانِ . وَمُنَاسَبَةُ أَوَّلِهَا لِمَا قَبْلَهَا ، أَنَّ فِي آخِرِ مَا قَبْلَهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=35ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ) ، وَقُلْتُمْ : إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اخْتَلَقَهَا ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=2تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) . وَهَاتَانِ الصِّفَتَانِ هُمَا آخَرُ تِلْكَ ، وَهُمَا أَوَّلُ هَذِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=3وَأَجَلٍ مُسَمًّى ) : أَيْ مَوْعِدٍ لِفَسَادِ هَذِهِ الْبِنْيَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الْقِيَامَةُ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : أَيْ أَجَلِ كُلِّ مَخْلُوقٍ . ( عَنْ مَا أُنْذِرُوا ) : يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مَا مَصْدَرِيَّةً ، وَأَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى الَّذِي . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ ) : مَعْنَاهُ أَخْبِرُونِي عَنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَهِيَ الْأَصْنَامُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ) : اسْتِفْهَامُ تَوْبِيخٍ ، وَمَفْعُولُ " أَرَأَيْتُمْ " الْأَوَّلُ هُوَ " مَا تَدْعُونَ " . وَمَاذَا خَلَقُوا : جُمْلَةٌ اسْتِفْهَامِيَّةٌ يَطْلُبُهَا أَرَأَيْتُمْ ، لِأَنَّ مَفْعُولَهَا الثَّانِيَ يَكُونُ اسْتِفْهَامًا ، وَيَطْلُبُهَا أَرُونِي عَلَى سَبِيلِ التَّعْلِيقِ ، فَهَذَا مِنْ بَابِ الْإِعْمَالِ ، أُعْمِلَ الثَّانِي وَحُذِفَ مَفْعُولُ " أَرَأَيْتُمْ " الثَّانِي . وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَرُونِي تَوْكِيدًا لِـ " أَرَأَيْتُمْ " ، بِمَعْنَى أَخْبِرُونِي ، وَأَرُونِي : أَخْبِرُونِي ، كَأَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
[ ص: 55 ] وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : يَحْتَمِلُ أَرَأَيْتُمْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ مُتَعَدِّيَةً ، وَمَا مَفْعُولَةً بِهَا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ أَرَأَيْتُمْ مُنَبِّهَةً لَا تَتَعَدَّى ، وَتَكُونَ مَا اسْتِفْهَامًا عَلَى مَعْنَى التَّوْبِيخِ ، وَتَدْعُونَ مَعْنَاهُ : تَعْبُدُونَ . انْتَهَى . وَكَوْنُ أَرَأَيْتُمْ لَا تَتَعَدَّى ، وَأَنَّهَا مُنَبِّهَةٌ ، فِيهِ شَيْءٌ ، قَالَهُ
الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ ) . وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ مَا تَدْعُونَ مَفْعُولُ أَرَأَيْتُمْ ، كَمَا هُوَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=40قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ ) فِي سُورَةِ فَاطِرٍ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَظِيرِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ فِيهَا . وَقَدْ أُمْضِيَ الْكَلَامُ فِي أَرَأَيْتُمْ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، فَيُطَالَعُ هُنَاكَ : وَ ( مِنَ الْأَرْضِ ) ، تَفْسِيرٌ لِلْمُبْهَمِ فِي : ( مَاذَا خَلَقُوا ) . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُرِيدُ مِنْ أَجْزَاءِ الْأَرْضِ ، أَيْ : خَلْقُ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ ، أَوْ يَكُونُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ مِنَ الْعَالِي عَلَى الْأَرْضِ ، أَيْ عَلَى وَجْهِهَا مِنْ حَيَوَانٍ أَوْ غَيْرِهِ . ثُمَّ وَقَفَهُمْ عَلَى عِبَارَتِهِمْ فَقَالَ : ( أَمْ لَهُمْ ) : أَيْ : بَلْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) : أَيْ مِنْ قَبْلِ هَذَا الْكِتَابِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَاطِقٌ بِالتَّوْحِيدِ وَبِإِبْطَالِ الشِّرْكِ وَكُلَّ كُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ نَاطِقَةٌ بِذَلِكَ ، فَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَأْتُوا بِكِتَابٍ وَاحِدٍ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) ، أَيْ بَقِيَّةٍ مِنْ عِلْمٍ ، أَيْ مِنْ عُلُومِ الْأَوَّلِينَ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : سَمِنَتِ النَّاقَةُ عَلَى أَثَارَةٍ مِنْ شَحْمٍ ، أَوْ عَلَى بَقِيَّةِ شَحْمٍ كَانَتْ بِهَا مِنْ شَحْمٍ ذَاهِبٍ . وَالْأَثَارَةُ تُسْتَعْمَلُ فِي بَقِيَّةِ الشَّرَفِ ، يُقَالُ : لِبَنِي فُلَانٍ أَثَارَةٌ مِنْ شَرَفٍ ، إِذَا كَانَتْ عِنْدَهُمْ شَوَاهِدُ قَدِيمَةٌ ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ
الرَّاعِي :
وَذَاتُ أَثَارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْنَا نَبَاتًا فِي أَكِمَّتِهِ قِفَارَا
أَيْ : بَقِيَّةٍ مِنْ شَحْمٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=4أَوْ أَثَارَةٍ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ ، كَالشَّجَاعَةِ وَالسَّمَاحَةِ ، وَهِيَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ ، كَأَنَّهَا أَثَرَةٌ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْمَعْنَى : مِنْ عِلْمٍ اسْتَخْرَجْتُمُوهُ فَتُثِيرُونَهُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى : هَلْ مِنْ أَحَدٍ يَأْثِرُ عِلْمًا فِي ذَلِكَ ؟ وَقَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : هُوَ الْإِسْنَادُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
إِنَّ الَّذِي فِيهِ تَمَارَيْتُمَا بُيِّنَ لِلسَّامِعِ وَالْآثِرِ
أَيْ : وَلِلْمُسْتَدْعِينَ غَيْرَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَمَا خَلَّفْتُ بِهِ ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
وَقَتَادَةُ : الْمَعْنَى : أَوْ خَاصَّةٍ مِنْ عِلْمٍ . فَاشْتِقَاقُهَا مِنَ الْأَثَرَةِ ، فَكَأَنَّهَا قَدْ آثَرَ اللَّهُ بِهَا مَنْ هِيَ عِنْدَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُرَادُ بِالْأَثَارَةِ : الْخَطُّ فِي التُّرَابِ ، وَذَلِكَ شَيْءٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ وَتَتَكَهَّنُ بِهِ وَتَزْجُرُ تَفْسِيرَهُ . الْأَثَارَةُ بِالْخَطِّ يَقْتَضِي تَقْوِيَةَ أَمْرِ الْخَطِّ فِي التُّرَابِ ، وَأَنَّهُ شَيْءٌ لَيْسَ لَهُ وَجْهُ إِذَايَةِ وَقْفِ أَحَدٍ إِلَيْهِ . وَقِيلَ : إِنْ صَحَّ تَفْسِيرُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ الْأَثَارَةَ بِالْخَطِّ فِي التُّرَابِ ، كَانَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّهَكُّمِ بِهِمْ وَبِأَقْوَالِهِمْ وَدَلَائِلِهِمْ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : بِخِلَافٍ عَنْهُمَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16723وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ : " أَوْ أَثَرَةٍ " بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَهِيَ وَاحِدَةٌ ، جَمْعُهَا أُثُرٌ ، كَقَتَرَةٍ وَقُتُرٍ ،
وَعَلِيٌّ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَقَتَادَةُ أَيْضًا : بِإِسْكَانِ الثَّاءِ ، وَهِيَ الْفَعْلَةُ الْوَاحِدَةُ مِمَّا يُؤْثَرُ ، أَيْ قَدْ قَنِعْتُ لَكُمْ بِخَبَرٍ وَاحِدٍ وَأَثَرٍ وَاحِدٍ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ قَوْلِكُمْ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ضَمُّ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانُ الثَّاءِ . وَقَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَلَى لُغَةٍ أُخْرَى : إِثْرَةٌ وَأُثْرَةٌ يَعْنِي بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ) يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَهِيَ جَمَادٌ لَا قُدْرَةَ لَهَا عَلَى اسْتِجَابَةِ دُعَائِهِمْ مَا دَامَتِ الدُّنْيَا ، أَيْ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ أَبَدًا ، وَلِذَلِكَ غُيِّيَ انْتِفَاءُ اسْتِجَابَتِهِمْ بِقَوْلِهِ : ( إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا شُعُورَ لَهُمْ بِعِبَادَتِهِمْ إِيَّاهُمْ ، وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَعْدَاءٌ لَهُمْ ، فَلَيْسَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِهِمْ نَفْعٌ ، وَهُمْ عَلَيْهِمْ فِي الْآخِرَةِ ضَرَرٌ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ) . وَجَاءَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ) ، لِأَنَّهُمْ يُسْنِدُونَ إِلَيْهِمْ مَا يُسْنَدُ لِأُولِي الْعِلْمِ مِنَ الِاسْتِجَابَةِ وَالْغَفْلَةِ ، وَكَأَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ) يُرَادُ بِهِ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ وَغَيْرِهِمَا ، وَغُلِّبَ مَنْ يَعْقِلُ ، وَحُمِلَ أَوَّلًا عَلَى لَفْظِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ، ثُمَّ عَلَى الْمَعْنَى فِي : وَهُمْ مِنْ مَا بَعْدَهُ . وَالظَّاهِرُ عَوْدُ الضَّمِيرِ أَوَّلًا عَلَى لَفْظِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ) ، ثُمَّ عَلَى الْمَعْنَى فِي : وَهُمْ مَا بَعْدَهُ وَالظَّاهِرُ عَوْدُ الضَّمِيرِ أَوَّلًا عَلَى لَفْظِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ثُمَّ عَلَى الْمَعْنَى فِي : وَهُمْ عَلَى مَعْنَى
[ ص: 56 ] مَنْ فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ ) ، كَمَا فَسَّرْنَاهُ . وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى مَعْنَى مَنْ فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ ) ، أَيْ وَالْكُفَّارُ عَنْ ضَلَالِهِمْ بِأَنَّهُمْ يَدْعُونَ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ . ( غَافِلُونَ ) : لَا يَتَأَمَّلُونَ مَا عَلَيْهِمْ فِي دُعَائِهِمْ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=7وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ) : جَمْعُ بَيِّنَةٍ ، وَهِيَ الْحُجَّةُ الْوَاضِحَةُ . وَاللَّامُ فِي ( لِلْحَقِّ ) ، لَامُ الْعِلَّةِ ، أَيْ لِأَجْلِ الْحَقِّ . وَأَتَى بِالظَّاهِرَيْنِ بَدَلَ الْمُضْمَرَيْنِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=7قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ ) ، وَلَمْ يَأْتِ التَّرْكِيبُ : قَالُوا لَهَا ، تَنْبِيهًا عَلَى الْوَصْفَيْنِ وَصْفِ الْمَتْلُوِّ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ ، وَوَصْفِ الْمَتْلُوِّ عَلَيْهِمْ بِالْحَقِّ ، وَلَوْ جَاءَ بِهِمَا الْوَصْفَيْنِ ، لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى الْوَصْفَيْنِ مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ ، وَإِنْ كَانَ مَنْ سَمَّى الْآيَاتِ سِحْرًا هُوَ كَافِرٌ ، وَالْآيَاتُ فِي نَفْسِهَا حَقٌّ ، فَفِي ذِكْرِهِمَا ظَاهِرَيْنِ ، يَسْتَحِيلُ عَلَى الْقَائِلِينَ بِالْكُفْرِ ، وَعَلَى الْمَتْلُوِّ بِالْحَقِّ . وَفِي قَوْلِهِ : ( لَمَّا جَاءَهُمْ ) تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَتَأَمَّلُوا مَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ ، بَلْ بَادَرُوا أَوَّلَ سَمَاعِهِ إِلَى نِسْبَتِهِ إِلَى السِّحْرِ عِنَادًا وَظُلْمًا ، وَوَصَفُوهُ بِمُبِينٍ ، أَيْ ظَاهِرٍ ، إِنَّهُ سِحْرٌ لَا شُبْهَةَ فِيهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ) : أَيْ بَلْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ، أَيْ بَلْ أَيَقُولُونَ اخْتَلَقَهُ ؟ انْتَقَلُوا مِنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=7هَذَا سِحْرٌ ) إِلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ الْأُخْرَى . وَالضَّمِيرُ فِي افْتَرَاهُ عَائِدٌ إِلَى الْحَقِّ ، وَالْمُرَادُ بِهِ الْآيَاتُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ ) ، عَلَى سَبِيلِ الْفَرْضِ ، فَاللَّهُ حَسْبِي فِي ذَلِكَ ، وَهُوَ الَّذِي يُعَاقِبُنِي عَلَى الِافْتِرَاءِ عَلَيْهِ ، وَلَا يُمْهِلُنِي ، فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنْ رَدِّ عُقُوبَةِ اللَّهِ بِي شَيْئًا . فَكَيْفَ أَفْتَرِيهِ وَأَتَعَرَّضُ لِعِقَابِهِ ؟ يُقَالُ : فُلَانٌ لَا يَمْلِكُ إِذَا غَضِبَ ، وَلَا يَمْلِكُ عِنَانَهُ إِذَا صُمَّ ، وَمِثْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=17فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ) ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا " . ثُمَّ اسْتَسْلَمَ إِلَى اللَّهِ وَاسْتَنْصَرَ بِهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ ) : أَيْ تَنْدَفِعُونَ فِيهِ مِنَ الْبَاطِلِ - وَمُرَادُهُ الْحَقُّ - وَتَسْمِيَتِهِ تَارَةً سِحْرًا وَتَارَةً فِرْيَةً . وَالضَّمِيرُ فِي فِيهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى مَا ، أَوْ عَلَى الْقُرْآنِ ، وَبِهِ فِي مَوْضِعِ الْفَاعِلِ يَكْفِي عَلَى أَصَحِّ الْأَقْوَالِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=8شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) : شَهِيدًا لِي بِالتَّبْلِيغِ وَالدُّعَاءِ إِلَيْهِ ، وَشَهِيدًا عَلَيْكُمْ بِالتَّكْذِيبِ . ( وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) : عِدَةٌ لَهُمْ بِالْغُفْرَانِ وَالرَّحْمَةِ إِنْ رَجَعُوا عَنِ الْكُفْرِ ، وَإِشْعَارٌ بِحِلْمِهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ ، إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعِقَابِ ، إِذْ كَانَ مَا تَقَدَّمَ تَهْدِيدًا لَهُمْ فِي أَنْ يُعَاجِلَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) : أَيْ جَاءَ قَبْلِي غَيْرِي ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ، وَالْبِدْعُ وَالْبَدِيعُ : مِنَ الْأَشْيَاءِ مَا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16559عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، أَنْشَدَهُ
قُطْرُبٌ :
فَمَا أَنَا بِدْعٌ مِنْ حَوَادِثَ تَعْتَرِي رِجَالًا عَرَتْ مِنْ بَعْدِ بُؤْسِي فَأَسْعَدَ
وَالْبِدْعُ وَالْبَدِيعُ : كَالْخِفِّ وَالْخَفِيفِ ، وَالْبِدْعَةُ : مَا اخْتُرِعَ مِمَّا لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا ، وَأَبْدَعَ الشَّاعِرُ : جَاءَ بِالْبَدِيعِ ، وَشَيْءٌ بِدْعٌ ، بِالْكَسْرِ : أَيْ مُبْتَدَعٌ ، وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ : أَيْ بَدِيعٌ ، وَقَوْمٌ أَبْدَاعٌ ، عَنِ
الْأَخْفَشِ . وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِفَتْحِ الدَّالِ ، جَمْعُ بِدْعَةٍ ، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ ذَا بِدَعٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً عَلَى فِعَلٍ ، كَقَوْلِهِمْ : دِينٌ قِيَمٌ وَلَحْمٌ زِيَمٌ . انْتَهَى . وَهَذَا الَّذِي أَجَازَهُ ، إِنْ لَمْ يُنْقَلِ اسْتِعْمَالُهُ عَنِ الْعَرَبِ ، لَمْ نُجِزْهُ ، لِأَنَّ فِعَلَ فِي الصِّفَاتِ لَمْ يَحْفَظْ مِنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ إِلَّا عِدَى . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : وَلَا نَعْلَمُهُ جَاءَ صِفَةً إِلَّا فِي حَرْفٍ مُعْتَلٍّ يُوصَفُ بِهِ الْجَمْعُ ، وَهُوَ قَوْمٌ عِدَى ، وَقَدِ اسْتَدْرَكَ ، وَاسْتِدْرَاكُهُ صَحِيحٌ . وَأَمَّا قِيَمٌ ، فَأَصْلُهُ قِيَامٌ ، وَقِيَمٌ مَقْصُورٌ مِنْهُ ، وَلِذَلِكَ اعْتَلَّتِ الْوَاوُ فِيهِ ، إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَقْصُورًا لَصَحَّتْ ، كَمَا صَحَّتْ فِي حِوَلٍ وَعِوَضٍ . وَأَمَّا قَوْلُ الْعَرَبِ : مَكَانٌ سِوَى ، وَمَاءٌ رِوَى ، وَرَجُلٌ رِضَى ، وَمَاءٌ صِرَى ، وَسَبْيٌ طِيَبَةٌ ، فَمُتَأَوَّلَةٌ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ لَا يُثْبِتُونَ بِهَا فِعَلًا فِي الصِّفَاتِ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ ،
وَأَبِي حَيْوَةَ : بَدِعًا ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِ الدَّالِ ، كَحَذِرٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ) : أَيْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ ، أَيْ لَا أَعْلَمُ مَا لِي بِالْغَيْبِ ، فَأَفْعَالُهُ تَعَالَى ، وَمَا يُقَدَّرُ لِي وَلَكُمْ مِنْ قَضَايَاهُ ، لَا أَعْلَمُهَا . وَعَنِ
الْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ : وَمَا أَدْرِي مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَمَنِ الْغَالِبُ مِنَّا وَالْمَغْلُوبُ ؟ وَعَنِ
الْكَلْبِيِّ ، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ ،
[ ص: 57 ] وَقَدْ ضَجِرُوا مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ : حَتَّى مَتَى نَكُونُ عَلَى هَذَا ؟ فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ أَأَنْزِلُ
بِمَكَّةَ ؟ أَمْ أُومَرُ بِالْخُرُوجِ إِلَى أَرْضٍ قَدْ رُفِعَتْ وَرَأَيْتُهَا ، يَعْنِي فِي مَنَامِهِ ، ذَاتَ نَخْلٍ وَشَجَرٍ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَعِكْرِمَةُ : مَعْنَاهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَكَانَ هَذَا فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَرَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلٌ كَبِيرٌ وَهُوَ الْجَنَّةُ ، وَبِأَنَّ الْكَافِرِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَهَذَا الْقَوْلُ لَيْسَ بِظَاهِرٍ ، بَلْ قَدْ أَعْلَمَ سُبْحَانَهُ مِنْ أَوَّلِ الرِّسَالَةِ حَالَ الْكَافِرِ وَحَالَ الْمُؤْمِنِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ) مِنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ، وَمَا يَلْزَمُ الشَّرِيعَةَ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي أَمْرٍ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْتَظِرُهُ مِنَ اللَّهِ فِي غَيْرِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) : اسْتِسْلَامٌ وَتَبَرُّؤٌ مِنْ عِلْمِ الْمُغَيَّبَاتِ ، وَوُقُوفٌ مَعَ النِّذَارَةِ إِلَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : مَا يُفْعَلُ بِضَمِّ الْيَاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِفَتْحِهَا . وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ ، وَأَدْرِي مُعَلَّقَةٌ ، فَجُمْلَةُ الِاسْتِفْهَامِ مَوْصُولَةٌ مَنْصُوبَةٌ . انْتَهَى . وَالْفَصِيحُ الْمَشْهُورُ أَنَّ دَرَى يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ ، وَلِذَلِكَ حِينَ عُدِّيَ بِهَمْزَةِ النَّقْلِ يَتَعَدَّى بِالْبَاءِ ، نَحْوُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ ) ، فَجَعْلُ مَا اسْتِفْهَامِيَّةً هُوَ الْأَوْلَى وَالْأَجْوَدُ ، وَكَثِيرًا مَا عُلِّقَتْ فِي الْقُرْآنِ نَحْوُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=109وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ) ، وَ " يُفْعَلُ " مُثْبَتٌ غَيْرُ مَنْفِيٍّ ، لَكِنَّهُ قَدِ انْسَحَبَ عَلَيْهِ النَّفْيُ ، لِاشْتِمَالِهِ عَلَى مَا وَ " يُفْعَلُ " . فَلِذَلِكَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9وَلَا بِكُمْ ) . وَلَوْلَا اعْتِبَارُ النَّفْيِ ، لَكَانَ التَّرْكِيبُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ) . أَلَا تَرَى زِيَادَةَ مَنْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=105أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ ) ؟ لِانْسِحَابِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=105مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) عَلَى يَوَدُّ وَعَلَى مُتَعَلِّقِ يَوَدُّ ، وَهُوَ أَنْ يُنَزَّلَ ، فَإِذَا انْتَفَتْ وِدَادَةُ التَّنْزِيلِ انْتَفَى التَّنْزِيلُ . وَقَرَأَ
ابْنُ عُمَيْرٍ : مَا يُوحِي . بِكَسْرِ الْحَاءِ ، أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ ) : مَفْعُولَا أَرَأَيْتُمْ مَحْذُوفَانِ لِدَلَالَةِ الْمَعْنَى عَلَيْهِمَا ، وَالتَّقْدِيرُ : أَرَأَيْتُمْ حَالَكُمْ إِنْ كَانَ كَذَا ؟ أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ ؟ فَالْأَوَّلُ حَالُكُمْ ، وَالثَّانِي أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ فَقَدْ ظَلَمْتُمْ ، وَلِذَلِكَ جَاءَ فِعْلُ الشَّرْطِ مَاضِيًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : جَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ : إِنْ كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ ، أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ ؟ وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْمَحْذُوفِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) . انْتَهَى . وَجُمْلَةُ الِاسْتِفْهَامِ لَا تَكُونُ جَوَابًا لِلشَّرْطِ إِلَّا بِالْفَاءِ . فَإِنْ كَانَتِ الْأَدَاةُ الْهَمْزَةَ ، تَقَدَّمَتِ الْفَاءُ نَحْوُ : إِنْ تَزُرْنَا ، أَفَمَا نُحْسِنُ إِلَيْكَ ؟ أَوْ غَيْرَهَا تَقَدَّمَتِ الْفَاءُ نَحْوُ : إِنْ تَزُرْنَا ، فَهَلْ تَرَى إِلَّا خَيْرًا ؟ فَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : أَلَسْتُمْ ظَالِمِينَ ؟ بِغَيْرِ فَاءٍ ، لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَوَابَ الشَّرْطِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَأَرَأَيْتُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مُنَبِّهَةً ، فَهِيَ لَفْظٌ مَوْضُوعٌ لِلسُّؤَالِ لَا يَقْتَضِي مَفْعُولًا . وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَةُ : كَانَ وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ ، تَسُدُّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْهَا . انْتَهَى . وَهَذَا خِلَافُ مَا قَرَّرَهُ مُحَقِّقُو النُّحَاةِ فِي أَرَأَيْتُمْ . وَقِيلَ : جَوَابُ الشَّرْطِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ) : أَيْ فَقَدْ آمَنَ مُحَمَّدٌ بِهِ ، أَوِ الشَّاهِدُ ، وَاسْتَكْبَرْتُمْ أَنْتُمْ عَنِ الْإِيمَانِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : تَقْدِيرُهُ فَمَنْ أَضَلُّ مِنْكُمْ . وَقِيلَ : فَمَنِ الْمُحِقُّ مِنَّا وَمِنْكُمْ ، وَمَنِ الْمُبْطِلُ ؟ وَقِيلَ : إِنَّمَا تَهْلِكُونَ ، وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ عَلَى مَا عَادَ عَلَيْهِ اسْمُ كَانَ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : يَعُودُ عَلَى الرَّسُولِ . وَالشَّاهِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبَدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ ، وَالْآيَةُ مَدَنِيَّةٌ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ : نَزَلَتْ فِيَّ آيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، نَزَلَتْ فِيَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ) . وَقَالَ
مَسْرُوقٌ : الشَّاهِدُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، لَا
ابْنُ سَلَامٍ ،
[ ص: 58 ] لِأَنَّهُ أَسْلَمَ
بِالْمَدِينَةِ ، وَالسُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَالْخِطَابُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=10وَكَفَرْتُمْ بِهِ )
لِقُرَيْشٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : الشَّاهِدُ مَنْ آمَنَ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمُوسَى وَالتَّوْرَاةِ ، لِأَنَّ
ابْنَ سَلَامٍ أَسْلَمَ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَامَيْنِ ، وَالسُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ، وَفِرْقَةٌ : الْآيَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَالشَّاهِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ، وَهِيَ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي تَضَمَّنَتْ غَيْبًا أَبْرَزَهُ الْوُجُودُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=106وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ مَذْكُورٌ فِي الصَّحِيحِ ، وَفِيهِ بُهْتٌ
لِلْيَهُودِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ .
وَمِنْ كَذِبِ
الْيَهُودِ وَجَهْلِهِمْ بِالتَّارِيخِ ، مَا يَعْتَقِدُونَهُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ سَافَرَ إِلَى
الشَّامِ فِي تِجَارَةٍ
لِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، اجْتَمَعَ بِأَحْبَارِ
الْيَهُودِ وَقَصَّ عَلَيْهِمْ أَحْلَامَهُ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ صَاحِبُ دَوْلَةٍ ، وَعَمُوا ، فَأَصْحَبُوهُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ ، فَقَرَأَ عُلُومَ التَّوْرَاةِ وَفِقْهَهَا مُدَّةً ، زَعَمُوا وَأَفْرَطُوا فِي كَذِبِهِمْ ، إِلَى أَنْ نَسَبُوا الْفَصَاحَةَ الْمُعْجِزَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ إِلَى تَأْلِيفِ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ هَذَا لَمْ تُعْلَمْ لَهُ إِقَامَةٌ
بِمَكَّةَ وَلَا تَرَدَّدَ إِلَيْهَا . فَمَا أَكْذَبَ
الْيَهُودَ وَأَبْهَتَهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ . وَنَاهِيكَ مِنْ طَائِفَةٍ مَا ذُمَّ فِي الْقُرْآنِ طَائِفَةٌ مِثْلُهَا .