الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإن لكم في الأنعام لعبرة [ 66 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        أي لدلالة على قدرة الله - جل وعز - وحسن تدبيره . ( نسقيكم ) بفتح النون قراءة عاصم ، وشيبة ، ونافع . ( نسقيكم ) بضم النون قراءة ابن كثير ، وأبي جعفر ، وأبي عمرو بن العلاء ، والكوفيين إلا عاصما . قال الخليل وسيبويه - رحمهما الله - : سقيته ناولته فشرب . وأسقيته جعلت له سقيا . وقال أبو عبيدة : هما لغتان . قال أبو جعفر : سقيته يكون بمعنى عرضته لأن يشرب . وأسقيته دعوت له بالسقيا . وأسقيته جعلت له سقيا . وأسقيته بمعنى سقيته عند أبي عبيدة ، فنسقيكم بالضم إلا أنه حكي عن محمد بن يزيد أنه قال : نسقيكم بالفتح ههنا أشبه بالمعنى . ( مما في بطونه ) فذكر ، فللنحويين في هذا أربعة أقوال : فمن أحسنها مذهب سيبويه : أن العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد ، ثم ذكر الآية كأنه ذهب إلى أن الأنعام تذكر وتؤنث . وقال الكسائي : حكاه عنه الفراء المعنى نسقيكم مما في بطون ما ذكرنا ، وقال الفراء : الأنعام والنعم واحد وهما جمعان ، فرجع إلى [ ص: 402 ] تذكير النعم ، وحكي عن العرب : هذا نعم وارد . وحكى أبو عبيد عن الكسائي هذا القول ، وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        أكل عام نعم تحوونه يلقحه قوم وتنتجونه



                                                                                                                                                                                                                                        والقول الرابع حكاه أبو عبيد عن أبي عبيدة قال : المعنى نسقيكم مما في بطون أيها كان له لبن ؛ لأنه ليست كلها لها لبن . ( سائغا للشاربين ) نعت .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية