الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1529 - مسألة : ولا يحل بيع من أكره على البيع ، وهو مردود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله عفا لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه } ; ولقوله - تعالى - : { لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } فصح أن كل بيع لم يكن عن تراض فهو باطل ، إلا بيعا أوجبه النص ، كالبيع على من وجب عليه حق وهو غائب ، أو ممتنع من الإنصاف ; لأنه مأمور بإنصاف ذي الحق قبله ، ونحن مأمورون بذلك .

                                                                                                                                                                                          وبمنعه من المطل الذي هو الظلم ، وإذ لا سبيل إلى منعه من الظلم إلا ببيع بعض ماله ، فنحن مأمورون ببيعه .

                                                                                                                                                                                          ولو أن القاضي قضى للغريم بما يمكن انتصاف ذي الحق منه من عين مال الممتنع ، أو الغائب ، ثم باعها المقضي له بأمر الحاكم لتوصيله إلى مقدار حقه ، فإن فضل فضل رد إلى المقضي عليه لكان أولى ، وأصح وأبعد من كل اعتراض - وقد وافقنا الحنفيون ، والمالكيون ، والشافعيون ، على إبطال بيع المكره على البيع - وبالله - تعالى - التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية