الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 111 ] آ. (35) قوله تعالى: هذا البلد آمنا : مفعولا الجعل التصييري، وقد تقدم تحريره في البقرة. قال الزمخشري : "فإن قلت: أي فرق بين قوله: اجعل هذا بلدا آمنا وبين قوله: هذا البلد آمنا ؟ قلت: قد سأل في الأول أن يجعله من جملة البلاد التي يأمن أهلها ولا يخافون، وفي الثاني أن يخرجه من صفة كان عليها من الخوف إلى ضدها من الأمن، كأنه قال: هو بلد مخوف فاجعله آمنا".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: واجنبني يقال: جنبه شرا، وأجنبه إياه، ثلاثيا، ورباعيا، وهي لغة نجد، وجنبه إياه مشددا، وهي لغة الحجاز، وهو المنع، وأصله من الجانب. وقال الراغب: "وقوله تعالى: واجنبني وبني من جنبته عن كذا، أي: أبعدته منه. وقيل: من جنبت الفرس كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفية".

                                                                                                                                                                                                                                      و أن نعبد على حذف الحرف، أي: عن أن. وقرأ الجحدري وعيسى الثقفي: "وأجنبني" بقطع الهمزة من أجنب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية