الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " أفحسب الذين كفروا " ; أي: أفظن المشركون " أن يتخذوا عبادي " في هؤلاء العباد ثلاثة أقوال:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم الشياطين، قاله ابن عباس . والثاني: الأصنام، قاله مقاتل . والثالث: الملائكة، والمسيح، وعزير، وسائر المعبودات من دونه، قاله أبو سليمان الدمشقي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " من دوني " فتح هذه الياء نافع وأبو عمرو . وجواب الاستفهام في هذه الآية محذوف، وفي تقديره قولان:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أفحسبوا أن يتخذوهم أولياء، كلا بل هم أعداء لهم يتبرؤون منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن يتخذوهم أولياء ولا أغضب ولا أعاقبهم . وروى أبان عن عاصم، وزيد عن يعقوب: ( أفحسب ) بتسكين السين وضم الباء، وهي قراءة علي عليه السلام، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وابن يعمر، وابن محيصن، ومعناها: أفيكفيهم أن يتخذوهم أولياء ؟ [ ص: 197 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فأما ( النزل ) ففيه قولان:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه ما يهيأ للضيف والعسكر، قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه المنزل، قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية