الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (39) قوله تعالى: على الكبر : فيه وجهان، أحدهما: أن "على" على بابها من الاستعلاء المجازي. والثاني: أنها بمعنى "مع" كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2901 - إني على ما ترين من كبري أعلم من حيث تؤكل الكتف

                                                                                                                                                                                                                                      قاله الزمخشري . ومحل هذا الجار النصب على الحال من الباء في "هب لي".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لسميع الدعاء فيه أوجه، أحدها: أن يكون فعيل مثال مبالغة مضافا إلى مفعوله، وإضافته من نصب، وهذا دليل لسيبويه على أن فعيلا يعمل عمل اسم الفاعل، وإن كان قد خالف جمهور البصريين والكوفيين. [ ص: 117 ] الثاني: أن الإضافة ليست من نصب، وإنما هو كقولك: "هذا ضارب زيد أمس". الثالث: أن سميعا مضاف لمرفوعه ويجعل دعاء الله سميعا على المجاز، والمراد سماع الله، قاله الزمخشري .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشيخ: وهو بعيد لاستلزامه أن يكون من الصفة المشبهة والصفة متعدية، وهذا إنما يتأتى على قول الفارسي فإنه يجيز أن تكون الصفة المشبهة من الفعل المتعدي بشرط أمن اللبس نحو: "زيد ظالم العبيد" إذا علم أن له عبيدا ظالمين، وأما هنا فاللبس حاصل; إذ الظاهر أنه من إضافة المثال للمفعول لا للفاعل.

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: واللبس أيضا هنا منتف؛ لأن المعنى على الإسناد المجازي كما تقرر فانتفى اللبس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية