الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (44) قوله تعالى: يوم يأتيهم : مفعول ثان لـ "أنذر"، أي: خوفهم عذاب يوم، كذا قدره أبو البقاء، وفيه نظر; إذ يؤول إلى قولك: أنذر عذاب يوم يأتيهم العذاب، فلا حاجة إلى ذلك. ولا جائز أن يكون ظرفا [ ص: 124 ] له، لأن ذلك اليوم لا إنذار فيه، سواء قيل: إنه يوم القيامة، أو يوم لهلاكهم، أو يوم يلقاهم الملائكة. وقوله: "نجب" جواب الأمر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أولم تكونوا قال الزمخشري : "على إرادة القول، وفيه وجهان: أن يقولوا ذلك بطرا وأشرا، وأن يقولوه بلسان الحال حيث بنوا شديدا وأملوا بعيدا".

                                                                                                                                                                                                                                      و "ما لكم" جواب القسم، وإنما جاء بلفظ الخطاب، لقوله "أقسمتم" ولو جاء بلفظ المقسمين لقيل: ما لنا. وقدر الشيخ ذلك القول من قول الله تعالى أو الملائكة، أي: فيقال لهم: أولم تكونوا. وهو عندي أظهر من الأول، أعني جريان القول من غيرهم لا منهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية