الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا

                                                                                                                                                                                                                                        ( فكلي واشربي ) أي من الرطب وماء السرى أو من الرطب وعصيره . ( وقري عينا ) وطيبي نفسك وارفضي عنها ما أحزنك ، وقرئ «وقرى » بالكسر وهو لغة نجد ، واشتقاقه من القرار فإن العين إذا رأت ما يسر النفس سكنت إليه من النظر إلى غيره ، أو من القر فإن دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ولذلك يقال قرة العين للمحبوب وسخنتها للمكروه . ( فإما ترين من البشر أحدا ) فإن تري آدميا ، وقرئ «ترئن » على لغة من يقول لبأت بالحج لتآخ بين الهمزة وحرف اللين . ( فقولي إني نذرت للرحمن صوما ) صمتا وقد قرئ به ، أو صياما وكانوا لا يتكلمون في صيامهم . ( فلن أكلم اليوم إنسيا ) بعد أن أخبرتكم بنذري وإنما أكلم الملائكة وأناجي ربي . وقيل أخبرتهم بنذرها بالإشارة وأمرها بذلك لكراهة المجادلة والاكتفاء بكلام عيسى عليه الصلاة والسلام فإنه قاطع في قطع الطاعن .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية