الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها [ 92 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        أي فتنقضوا ما قد وكدتموه وقويتموه . ( من بعد قوة ) ، والعرب تسمي الفتلة الوثيقة قوة . قال أبو إسحاق : ( أنكاثا ) يعني المصدر ؛ لأن معنى نقض ونكث واحد . قال : و ( دخلا ) منصوب لأنه مفعول له ، و ( أن ) في موضع نصب ، والمعنى : بأن تكون أمة هي أكثر من أمة . من ربا الشيء يربو ؛ إذا كثر ، وقال الكسائي : المعنى لأن تكون لغة . قال الكسائي ، والفراء : " أربى " في موضع نصب ، والمعنى مثل " تجدوه عند الله هو خيرا " يجعلان " هو " عمادا . قال أبو جعفر : وهذا خطأ عند الخليل وسيبويه - رحمهما الله - ، ولا يجوز . ولا يشبه " تجدوه عند الله هو خيرا " ؛ لأن الهاء في " تجدوه " معرفة ، وأمة نكرة ، ولا يجوز عندهما : ما كان أحد هو جالسا . وقال الخليل : لا تكون " هو " زائدة إلا مع المعرفة ، وعنده أن كونها مع المعرفة زائدة عجب ، فكيف تزاد مع النكرة ؟ فالقول : إن " أربى " في موضع رفع ؛ لأنه خبر المبتدإ ، والجملة خبر تكون .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية