[ ص: 13 ] سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29034_18697_30563_32360nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29034_18697_30563_30569_32360_34330nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29034_30454_30563_30564_32360nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=3ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29034_19059_28902_29435_30563_32360_34491nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عَنِ الْمُنَافِقِ فَقَالَ : الَّذِي يَصِفُ الْإِسْلَامَ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ ، وَهُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْتُمُونَهُ وَهُمُ الْيَوْمَ يُظْهِرُونَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ يَعْنِي نَحْلِفُ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْحَلِفِ بِالشَّهَادَةِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْحِلْفِ وَالشَّهَادَةِ إِثْبَاتٌ لِأَمْرِ مُغَيَّبٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16835قَيْسِ بْنِ ذُرَيْحٍ وَأَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أُحِبُّهَا فَهَذَا لَهَا عِنْدِي فَمَا عِنْدَهَا لِيَا
وَيَحْتَمِلُ ثَانِيًا : أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَحْمُولًا عَلَى ظَاهِرِهِ أَنَّهُمْ يَشْهَدُونَ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ اعْتِرَافًا بِالْإِيمَانِ وَنَفْيًا لِلنِّفَاقِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَهُوَ الْأَشْبَهُ .
[ ص: 14 ]
وَسَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12309أَسْبَاطٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ وَفِيهَا أَعْرَابٌ يَتَّبِعُونَ النَّاسَ ، وَكَانَ ابْنُ أُبَيٍّ يَصْنَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَعَامًا ، فَاسْتَقَى أَعْرَابِيٌّ مَاءً فِي حَوْضٍ عَمِلَهُ مِنْ أَحْجَارٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ أُبَيٍّ بِنَاقَةٍ لِيَسْقِيَهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فَمَنَعَهُ الْأَعْرَابِيُّ وَاقْتَتَلَا فَشَجَّهُ الْأَعْرَابِيُّ ، فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ أُبَيٍّ] وَدَمُهُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَحَزَنَهُ ، فَنَافَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ : مَا لَهُمْ رَدَّ اللَّهُ أَمْرَهُمْ إِلَى تَبَالِ ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : لَا تَأْتُوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ حَتَّى يَتَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَعْرَابُ ، فَسَمِعَ ذَلِكَ nindex.php?page=showalam&ids=68زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَكَانَ حَدَثًا ، فَأَخْبَرَ عَمَّهُ ، فَأَتَى عَمُّهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَكَانَ مِنْ أَوَسَمِ النَّاسِ وَأَحْسَنِهِمْ مَنْطِقًا ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ : وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُلْتُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ، فَصَدَّقَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ أَيْ إِنْ نَافَقَ مَنْ نَافَقَكَ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ بِأَنَّكَ رَسُولُهُ فَلَا يَضُرُّكَ . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : وَاَللَّهُ يُقْسِمُ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_28842إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ فِي أَيْمَانِهِمْ .
الثَّانِي : مَعْنَاهُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ فِيهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً وَالْجُنَّةُ : الْغِطَاءُ الْمَانِعُ مِنَ الْأَذَى ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى مَيْمُونُ .
(
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَجْعَلْ لِعِرْضِكَ جُنَّةً مِنَ الْمَالِ سَارَ الذَّمُّ كُلَّ مَسِيرٍ
وَفِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : مِنَ السَّبْيِ وَالْقَتْلِ لِيَعْصِمُوا بِهَا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّانِي : مِنَ الْمَوْتِ أَلَّا يُصَلَّى عَلَيْهِمْ ، فَيَظْهَرُ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ نِفَاقُهُمْ ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ . وَيُحْتَمَلُ ثَالِثًا : جُنَّةٌ تَدْفَعُ عَنْهُمْ فَضِيحَةَ النِّفَاقِ .
[ ص: 15 ] nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=2فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : عَنِ الْإِسْلَامِ بِتَنْفِيرِ الْمُسْلِمِينَ عَنْهُ .
الثَّانِي : عَنِ الْجِهَادِ بِتَثْبِيطِهِمُ الْمُسْلِمِينَ وَإِرْجَافِهِمْ بِهِ وَتَمَيُّزِهِمْ عَنْهُمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ رَجُلَيْنِ : مُؤْمِنًا قَدِ اسْتَبَانَ إِيمَانُهُ وَكَافِرًا قَدِ اسْتَبَانَ كُفْرُهُ ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مُنَافِقًا يَتَعَوَّذُ بِالْإِيمَانِ وَيَعْمَلُ بِغَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ يَعْنِي حُسْنَ مَنْظَرِهِمْ وَتَمَامَ خَلْقِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ يَعْنِي لِحُسْنِ مَنْطِقِهِمْ وَفَصَاحَةِ كَلَامِهِمْ . وَيُحْتَمَلُ ثَانِيًا : لِإِظْهَارِ الْإِسْلَامِ وَذِكْرِ مُوَافَقَتِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ شَبَهُهُمْ بِالنَّخْلِ الْقِيَامِ لِحُسْنِ مَنْظَرِهِمْ .
الثَّانِي : [شَبَّهَهُمْ] بِالْخُشُبِ النَّخِرَةِ لِسُوءِ مَخْبَرِهِمْ .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ شَبَهُهُمْ بِالْخُشُبِ الْمُسَنَّدَةِ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْمَعُونَ الْهُدَى وَلَا يَقْبَلُونَهُ ، كَمَا لَا تَسْمَعُهُ الْخُشُبُ الْمُسَنَّدَةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4مُسَنَّدَةٌ لِأَنَّهُمْ يَسْتَنِدُونَ إِلَى الْإِيمَانِ لِحَقْنِ دِمَائِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُمْ لِوَجَلِهِمْ وَخُبْثِهِمْ يَحْسُبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ يَسْمَعُونَهَا - حَتَّى لَوْ دَعَا رَجُلٌ صَاحِبَهِ أَوْ صَاحَ بِنَاقَتِهِ - أَنَّ الْعَدُوَّ قَدِ اصْطَلَمَ وَأَنَّ الْقَتْلَ قَدْ حَلَّ بِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
الثَّانِي :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ كَلَامٌ ضَمِيرُهُ فِيهِ وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَى مَا بَعْدَهُ ، وَتَقْدِيرُهُ : يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ فُطِنَ بِهِمْ وَعُلِمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ .
الثَّالِثُ : يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ يَسْمَعُونَهَا فِي الْمَسْجِدِ أَنَّهَا عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ فِيهَا بِقَتْلِهِمْ ، فَهُمْ أَبَدًا وَجِلُونَ ثُمَّ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِأَنْ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ حَكَاهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4فَاحْذَرْهُمْ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : فَاحْذَرْ أَنْ تَثِقَ بِقَوْلِهِمْ وَتَمِيلَ إِلَى كَلَامِهِمْ .
الثَّانِي : فَاحْذَرْ مُمَايَلَتَهُمْ لِأَعْدَائِكَ وَتَخْذِيلِهَمْ لِأَصْحَابِكَ .
[ ص: 16 ] nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4قَاتَلَهُمُ اللَّهُ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : مَعْنَاهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12139وَأَبُو مَالِكٍ . وَالثَّانِي : أَيْ أَحَلَّهُمُ اللَّهُ مَحَلَّ مَنْ قَاتَلَهُ عَدُوٌّ قَاهِرٌ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَاهِرٌ لِكُلِّ مُعَانِدٍ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14387ابْنُ عِيسَى . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=4أَنَّى يُؤْفَكُونَ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : مَعْنَاهُ يَكْذِبُونَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
الثَّانِي : مَعْنَاهُ يَعْدِلُونَ عَنِ الْحَقِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّالِثُ : مَعْنَاهُ يُصْرَفُونَ عَنِ الرُّشْدِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
الرَّابِعُ : مَعْنَاهُ كَيْفَ يَضِلُّ عُقُولُهُمْ عَنْ هَذَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .