الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (48) قوله تعالى: يوم تبدل : يجوز فيه عدة أوجه، أحدها: أن يكون منصوبا بـ "انتقام"، أي: يقع انتقامه في ذلك اليوم. الثاني: أن ينتصب بـ "اذكر". الثالث: أن ينتصب بما يتلخص من معنى: عزيز ذو انتقام . الرابع: أن يكون بدلا من يوم يأتيهم . الخامس: أن ينتصب بـ "مخلف". السادس: أن ينتصب بـ "وعده"، و "إن" وما بعدها اعتراض. ومنع أبو البقاء هذين الأخيرين، قال: لأن ما قبل "إن" لا يعمل فيما بعدها. وهذا غير مانع لأنه كما تقدم اعتراض فلا يبالى به فاصلا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "والسماوات" تقديره: وتبدل السماوات غير السماوات. وفي التبديل قولان: هل هو متعلق بالذات أو بالصفة؟ وإلى الثاني ميل [ ص: 130 ] ابن عباس، وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      2915 - فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار التي كنت تعلم

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ: "نبدل" بالنون، "الأرض" نصبا، و "السماوات" نسق عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وبرزوا" فيه وجهان: أحدهما أنها جملة مستأنفة، أي: ويبرزون، كذا قدره أبو البقاء، يعني أنه ماض يراد به الاستقبال، والأحسن أنه مثل ونادى أصحاب النار ، ونادى أصحاب الجنة ، ربما يود الذين كفروا ، أتى أمر الله لتحقق ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها حال من الأرض، و "قد" معها مرادة، قاله أبو البقاء، ويكون الضمير في "برزوا" للخلق دل عليهم السياق، والرابط بين الحال وصاحبها الواو.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ زيد بن علي: "وبرزوا" بضم الباء وكسر الراء مشددة على التكثير في الفعل ومفعوله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية