الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 131 ] آ. (49) قوله تعالى: مقرنين : يجوز أن يكون حالا على أنها بصرية، وأن يكون مفعولا ثانيا على أنها علمية. و في الأصفاد متعلق به. وقيل: بمحذوف على أنه حال أو صفة لـ "مقرنين". والمقرن: من جمع في القرن، وهو الحبل الذي يربط به، قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2916 - وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس

                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      2917 - والخير والشر ملزوزان في قرن      ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      وفي التفسير: أن كل كافر يقرن مع شيطانه في سلسلة.

                                                                                                                                                                                                                                      والأصفاد: جمع صفد وهو الغل والقيد، يقال: صفده يصفده صفدا: قيده، والاسم: الصفد، وصفده مشددا للتكثير. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2981 - فآبوا بالنهائب والسبايا     وأبنا بالملوك مصفدينا

                                                                                                                                                                                                                                      والصفاد مثل الصفد، وأصفده، أي: أعطاه، ففرقوا بين فعل وأفعل. وقيل: بل يستعملان في القيد وفي العطاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قال النابغة: [ ص: 132 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2919 - ... ... ... ...     فلم أعرض - أبيت اللعن - بالصفد

                                                                                                                                                                                                                                      أي: بالإعطاء، وسمي العطاء صفدا لأنه يقيد من يعطيه ومنه "أنا مغلول أياديك، وأسير نعمتك".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية