nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32430_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين nindex.php?page=treesubj&link=30291_30532_30539_34299_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=29687_30347_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فاختلف الأحزاب من بينهم " قال المفسرون: " من " زائدة، والمعنى: اختلفوا بينهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: لما تمسك المؤمنون بالحق، كان اختلاف الأحزاب بين المؤمنين مقصورا عليهم .
وفي " الأحزاب " قولان:
أحدهما: أنهم اليهود والنصارى، فكانت اليهود تقول: إنه لغير رشدة، والنصارى تدعي فيه ما لا يليق به .
[ ص: 233 ] والثاني: أنهم فرق النصارى، قال بعضهم: هو الله، وقال بعضهم: ابن الله، وقال بعضهم: ثالث ثلاثة .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فويل للذين كفروا " بقولهم في المسيح، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37من مشهد يوم عظيم " ; أي: من حضورهم ذلك اليوم للجزاء .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أسمع بهم وأبصر " فيه قولان:
أحدهما: أن لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر، فالمعنى: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة، سمعوا وأبصروا حين لم ينفعهم ذلك ; لأنهم شاهدوا من أمر الله ما لا يحتاجون معه إلى نظر وفكر، فعلموا الهدى وأطاعوا، هذا قول الأكثرين .
والثاني: أسمع بحديثهم اليوم وأبصر كيف يصنع بهم "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38يوم يأتوننا " ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38لكن الظالمون " يعني: المشركين والكفار، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38اليوم " يعني: في الدنيا "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38في ضلال مبين " .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وأنذرهم " ; أي: خوف كفار مكة، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39يوم الحسرة " يعني: يوم القيامة، يتحسر المسيء إذ لم يحسن، والمقصر إذ لم يزدد من الخير .
وموجبات الحسرة يوم القيامة كثيرة، فمن ذلك ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654361إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قيل: يا أهل الجنة ; فيشرئبون وينظرون، وقيل: يا أهل النار ; فيشرئبون وينظرون، فيجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيقال لهم: هل تعرفون هذا ؟ [ ص: 234 ] فيقولون: هذا الموت، فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون " .
قال المفسرون: فهذه هي الحسرة إذا ذبح الموت، فلو مات أحد فرحا مات أهل الجنة، ولو مات أحد حزنا مات أهل النار .
ومن موجبات الحسرة ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911412يؤتى يوم القيامة بناس إلى الجنة، حتى إذا دنوا منها، واستنشقوا ريحها، ونظروا إلى قصورها، نودوا: أن اصرفوهم عنها، لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها، فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا كان أهون علينا، قال: ذلك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين، تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، تركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم العذاب مع ما حرمتكم من الثواب " .
ومن موجبات الحسرة ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، قال: ليس من نفس يوم القيامة إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار، ثم يقال - يعني: لهؤلاء -: لو عملتم، ولأهل الجنة: لولا أن من الله عليكم .
[ ص: 235 ]
ومن موجبات الحسرة قطع الرجاء عند إطباق النار على أهلها .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39إذ قضي الأمر " قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: " قضي " في اللغة بمعنى: أتقن وأحكم، وإنما سمي الحاكم قاضيا لإتقانه وإحكامه ما ينفذ . وفي الآية اختصار، والمعنى: إذ قضي الأمر الذي فيه هلاكهم .
وللمفسرين في الأمر قولان:
أحدهما: أنه ذبح الموت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . والثاني: أن المعنى: قضي العذاب لهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وهم في غفلة " ; أي: هم في الدنيا في غفلة عما يصنع بهم ذلك اليوم، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وهم لا يؤمنون " بما يكون في الآخرة .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إنا نحن نرث الأرض " ; أي: نميت سكانها فنرثها، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40ومن عليها وإلينا يرجعون " بعد الموت .
فإن قيل: ما الفائدة في " نحن " وقد كفت عنها " إنا " ؟
فالجواب: أنه لما جاز في قول المعظم: ( إنا نفعل )، أن يوهم أن أتباعه فعلوا، أبانت " نحن " بأن الفعل مضاف إليه حقيقة .
فإن قيل: فلم قال: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40ومن عليها " ، وهو يرث الآدميين وغيرهم ؟
فالجواب: أن " من " تختص أهل التمييز، وغير المميزين يدخلون في معنى الأرض ويجرون مجراها، ذكر الجوابين عن السؤالين
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .
nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_32430_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=30291_30532_30539_34299_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29687_30347_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ " قَالَ الْمُفَسِّرُونُ: " مِنْ " زَائِدَةٌ، وَالْمَعْنَى: اخْتَلَفُوا بَيْنَهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: لَمَّا تَمَسَّكَ الْمُؤْمِنُونَ بِالْحَقِّ، كَانَ اخْتِلَافُ الْأَحْزَابِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ مَقْصُورًا عَلَيْهِمْ .
وَفِي " الْأَحْزَابِ " قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّهُ لِغَيْرِ رِشْدَةٍ، وَالنَّصَارَى تَدَّعِي فِيهِ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ .
[ ص: 233 ] وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ فِرَقُ النَّصَارَى، قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ اللَّهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: ابْنُ اللَّهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا " بِقَوْلِهِمْ فِي الْمَسِيحِ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=37مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ " ; أَيْ: مِنْ حُضُورِهِمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِلْجَزَاءِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ " فِيهِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ لَفْظَهُ لَفْظُ الْأَمْرِ، وَمَعْنَاهُ الْخَبَرُ، فَالْمَعْنَى: مَا أَسْمَعَهُمْ وَأَبْصَرَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، سَمِعُوا وَأَبْصَرُوا حِينَ لَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ ; لِأَنَّهُمْ شَاهَدُوا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا لَا يَحْتَاجُونَ مَعَهُ إِلَى نَظَرٍ وَفِكْرٍ، فَعَلِمُوا الْهُدَى وَأَطَاعُوا، هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ .
وَالثَّانِي: أَسْمِعْ بِحَدِيثِهِمُ الْيَوْمَ وَأَبْصِرْ كَيْفَ يَصْنَعُ بِهِمْ "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38يَوْمَ يَأْتُونَنَا " ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38لَكِنِ الظَّالِمُونَ " يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ وَالْكُفَّارِ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38الْيَوْمَ " يَعْنِي: فِي الدُّنْيَا "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَأَنْذِرْهُمْ " ; أَيْ: خَوِّفْ كُفَّارَ مَكَّةَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39يَوْمَ الْحَسْرَةِ " يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَتَحَسَّرُ الْمُسِيءُ إِذْ لَمْ يُحْسِنْ، وَالْمُقَصِّرُ إِذْ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ الْخَيْرِ .
وَمُوجِبَاتُ الْحَسْرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَثِيرَةٌ، فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654361إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ; فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَقِيلَ: يَا أَهْلَ النَّارِ ; فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيُجَاءُ بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ [ ص: 234 ] فَيَقُولُونُ: هَذَا الْمَوْتُ، فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ " .
قَالَ الْمُفَسِّرُونُ: فَهَذِهِ هِيَ الْحَسْرَةُ إِذَا ذُبِحَ الْمَوْتُ، فَلَوْ مَاتَ أَحَدٌ فَرِحَا مَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَلَوْ مَاتَ أَحَدٌ حُزْنًا مَاتَ أَهْلُ النَّارِ .
وَمِنْ مُوجِبَاتِ الْحَسْرَةِ مَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=911412يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَاسٍ إِلَى الْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْهَا، وَاسْتَنْشَقُوا رِيحَهَا، وَنَظَرُوا إِلَى قُصُورِهَا، نُودُوا: أَنِ اصْرِفُوهُمْ عَنْهَا، لَا نُصِيبُ لَهُمْ فِيهَا، فَيَرْجِعُونَ بِحَسْرَةٍ مَا رَجَعَ الْأَوَّلُونَ بِمِثْلِهَا، فَيَقُولُونُ: يَا رَبَّنَا لَوْ أَدْخَلْتَنَا النَّارَ قَبْلَ أَنْ تُرِيَنَا مَا أَرَيْتَنَا كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا، قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ بِكُمْ، كُنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بَارَزْتُمُونِي بِالْعَظَائِمِ، وَإِذَا لَقِيتُمُ النَّاسَ لَقِيتُمُوهُمْ مُخْبِتِينِ، تُرَاؤُونَ النَّاسَ بِخِلَافِ مَا تُعْطُونِي مِنْ قُلُوبِكُمْ، هِبْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تَهَابُونِي، وَأَجْلَلْتُمُ النَّاسَ وَلَمْ تُجِلُّونِي، تَرَكْتُمْ لِلنَّاسِ وَلَمْ تَتْرُكُوا لِي، فَالْيَوْمَ أُذِيقُكُمُ الْعَذَابَ مَعَ مَا حَرَمْتُكُمْ مِنَ الثَّوَابِ " .
وَمِنْ مُوجِبَاتِ الْحَسْرَةِ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ وَبَيْتٍ فِي النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ - يَعْنِي: لِهَؤُلَاءِ -: لَوْ عَمِلْتُمْ، وَلِأَهْلِ الْجَنَّةِ: لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ .
[ ص: 235 ]
وَمِنْ مُوجِبَاتِ الْحَسْرَةِ قَطْعُ الرَّجَاءَ عِنْدَ إِطْبَاقِ النَّارِ عَلَى أَهْلِهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: " قُضِيَ " فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى: أُتْقِنَ وَأُحْكِمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحَاكِمُ قَاضِيًا لِإِتْقَانِهِ وَإِحْكَامِهِ مَا يُنَفِّذُ . وَفِي الْآَيَةِ اخْتِصَارٌ، وَالْمَعْنَى: إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ هَلَاكُهُمْ .
وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي الْأَمْرِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ذَبْحُ الْمَوْتِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ . وَالثَّانِي: أَنَّ الْمَعْنَى: قُضِيَ الْعَذَابُ لَهُمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ " ; أَيْ: هُمْ فِي الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُصْنَعُ بِهِمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=39وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ " بِمَا يَكُونُ فِي الْآَخِرَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ " ; أَيْ: نُمِيتُ سُكَّانَهَا فَنَرِثُهَا، "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ " بَعْدَ الْمَوْتِ .
فَإِنْ قِيلَ: مَا الْفَائِدَةُ فِي " نَحْنُ " وَقَدْ كَفَتْ عَنْهَا " إِنَّا " ؟
فَالْجَوَابُ: أَنَّهُ لَمَّا جَازَ فِي قَوْلِ الْمُعَظِّمِ: ( إِنَّا نَفْعَلُ )، أَنْ يُوهِمَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ فَعَلُوا، أَبَانَتْ " نَحْنُ " بِأَنَّ الْفِعْلَ مُضَافٌ إِلَيْهِ حَقِيقَةً .
فَإِنْ قِيلَ: فَلِمَ قَالَ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=40وَمَنْ عَلَيْهَا " ، وَهُوَ يَرِثُ الْآَدَمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ ؟
فَالْجَوَابُ: أَنَّ " مَنْ " تَخْتَصُّ أَهْلَ التَّمْيِيزِ، وَغَيْرَ الْمُمَيِّزِينَ يَدْخُلُونَ فِي مَعْنَى الْأَرْضِ وَيُجْرُونَ مَجْرَاهَا، ذَكَرَ الْجَوَابَيْنِ عَنِ السُّؤَالَيْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ .