الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                15957 باب ترك القود بالقسامة

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا إسماعيل القاضي ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد ، عن أيوب ، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة ، قال : كان أبو قلابة عند عمر بن عبد العزيز فسألهم عن القسامة ، قالوا : أقاد بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، [ ص: 128 ] وعمر ، والخلفاء - رضي الله عنهم - قال : ما تقول يا أبا قلابة ؟ قال : عندك رءوس الأجناد ، وأشراف العرب ، شهد رجل من أهل حمص على رجل من أهل دمشق : أنه سرق ، ولم يروه ، أكنت تقطعه ؟ قال : لا . قال : شهد أربعة من أهل دمشق على رجل من أهل حمص أنه زنى ، ولم يروه ، أكنت ترجمه ؟ قال : لا . قال : فهذا أشبه ، والله ما علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل أحدا إلا أن يقتل رجلا فيقتل به .

                                                                                                                                                قال عنبسة بن سعيد : فأين حديث العرنيين ؟ فقال أبو قلابة : إياي حدث أنس بن مالك ، حدثنا أنس بن مالك : أن قوما من عكل أو عرينة قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجتووا المدينة ، فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلقاح ، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا ، فلما صحوا ، قتلوا راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا النعم ، فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبرهم من أول النهار ، فبعث في آثارهم ، فما ارتفع النهار حتى أتي بهم ، فأمر بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقطعت أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم ، وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا ، فهؤلاء قوم قتلوا ، وسرقوا ، وكفروا بعد إيمانهم .

                                                                                                                                                فقال عنبسة : سبحان الله . فقال أبو قلابة : أتتهمني يا عنبسة ؟ قال : لا ولكن هذا الجند لا يزال بخير ما أبقاك الله بين أظهرهم . رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب . ورواه مسلم عن هارون الحمال ، عن سليمان بن حرب مختصرا .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية