الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يحلون فيها من أساور من ذهب

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن مردويه عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدت أساوره، لطمس ضوءه ضوء الشمس كما يطمس ضوء النجوم" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 534 ] وأخرج الطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "البعث"، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعا، لكان ما يحليه الله به في الآخرة أفضل من حلية أهل الدنيا جميعا" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة"، عن كعب الأحبار قال : إن لله ملكا - وفي لفظ - : في الجنة ملك - لو شئت أن أسميه لسميته، يصوغ حلي أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة، ولو أن حليا منها أخرج لرد شعاع الشمس، وإن لأهل الجنة أكاليل من در، لو أن إكليلا منها دلي من السماء الدنيا لذهب بضوء الشمس، كما تذهب الشمس بضوء القمر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عكرمة قال : إن أهل الجنة يحلون أسورة من ذهب ولؤلؤ وفضة، هي أخف عليهم من كل شيء، إنما هي نور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله : أساور من ذهب . قال : الأساور المسك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 535 ] وأخرج البخاري ، ومسلم ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج النسائي ، والحاكم ، عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير، ويقول : "إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية