الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            [ ص: 5 ] القياس

            ص - القياس في اللغة : التقدير والمساواة ، وفي الاصطلاح : مساواة فرع لأصل في علة حكمه .

            ويلزم المصوبة زيادة " في نظر المجتهد " ; لأنه صحيح ، وإن تبين الغلط والرجوع ، بخلاف المخطئة .

            وإن أريد الفاسد معه ، قيل : تشبيه .

            التالي السابق


            ش - لما فرغ من المباحث المتعلقة بالكتاب والسنة والإجماع ، شرع في القياس ، فذكر أولا تعريفه .

            والقياس في اللغة : التقدير والمساواة . يقال : قاس النعل بالنعل ، أي حاذاه وساواه .

            وإنما قيل في الشرع : قاس عليه ; ليدل على البناء ، فإن انتقال الصلة للتضمين .

            [ ص: 6 ] وفي الاصطلاح : هو مساواة فرع لأصل في علة حكمه .

            والمراد بالفرع : صورة أريد إلحاقها بالأخرى في الحكم ; لوجود العلة الموجبة للحكم فيها .

            وبالأصل : الصورة الملحق بها ، فلا يلزم دور .

            والفقهاء يسمون الأصل محل الوفاق ، والفرع محل الخلاف .

            وهذا تعريف للقياس الصحيح في نفس الأمر ، ولم يتناول ما هو صحيح في نظر المجتهد ، ولم يكن مطابقا للواقع .

            فيلزم المصوبة أن يزيدوا على المذكور زيادة " في نظر المجتهد " ; ليتناول القسم الثاني أيضا ; لأنه صحيح عند المصوبة ، وإن تبين الغلط وهو كون ما توهم أنه علة غير علة في نفس الأمر ، والرجوع عن الحكم .

            بخلاف المخطئة ، فإنه لا يلزمهم هذه الزيادة ; لأن هذا التعريف تعريف للقياس الصحيح ، والقسم الثاني غير صحيح عندهم .

            وإن أريد تعريف القياس على وجه يشمل الفاسد أيضا ، قيل : تشبيه فرع بأصل في علة حكمه .




            الخدمات العلمية