الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
38 - ذكر ما يدل على أن الإيمان هو الطاعات كلها 000إلخ .

قال أهل التأويل : " صلاتكم إلى القبلة الأولى وتصديقكم نبيكم صلى الله عليه وسلم واتباعه إلى القبلة الأخرى أي ليعطيكم أجرهما جميعا ، ( إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) . قاله علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما . " وقال عز وجل : ( ومن يكفر بالإيمان ) يعني : بما أمر الله أن يؤمن به من الطاعات التي سماها على لسان جبريل عليه السلام إيمانا وإسلاما ، وكذلك من يكفر بمحمد أو بالصلاة أو بالصوم فقد حبط عمله . ا هـ .

وما فسره على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس فقال : " أتدرون ما الإيمان ؟ " ، ثم فسره ، فقال : " شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت " . ا ه .

وقال محمد بن نصر : " الإيمان هاهنا عبادة العابدين لله " ، قال الله عز وجل : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) ا ه .

وقال : ( فاعبد الله مخلصا له الدين ) ، فالمؤمن هو العابد لله ، والعبادة لله هو فعله ، وهو الإيمان ، والخالق هو المعبود الذي خلق المؤمن ، وعبادته وكل شيء منه فالخالق بصفاته الكاملة خالق غير مخلوق ، ولا شيء منه مخلوق .

[ ص: 328 ] والعباد بصفاتهم وأفعالهم وكل شيء منهم مخلوقون ، وقال عز وجل : ( إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان ) ا ه .

قال بعض أهل التأويل : يعني القرآن ، قال : وإنما أراد أن المنادي ، هو القرآن ليس يعني أن الإيمان هو القرآن يعنون أنهم سمعوا القرآن يدعو إلى الإيمان ، فآمنا فالله هو الداعي إلى الإيمان بكلامه ، وهو القرآن فالله الخالق ، وكلامه صفة له دعا الناس بكلامه إلى الإيمان أي دعاهم إلى أن يؤمنوا بربهم . ا هـ .

فهذا تأويل ما تقدم ، لأن مذهب أهل العلم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص . ا ه .

بيان ما تقدم من الأثر

التالي السابق


الخدمات العلمية