الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون

                                                                                                                                                                                                على أزواجهم : في موضع الحال ، أي : الأوالين على أزواجهم ، أو قوامين عليهن ، من قولك : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان ؛ ونظيره : كان زياد على البصرة ، أي : واليا عليها ؛ ومنه قولهم : فلانة تحت فلان ؛ ومن ثمة سميت المرأة فراشا ، والمعنى : أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال ، إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، أو تعلق " على" بمحذوف يدل عليه : غير ملومين ؛ كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم ، أي : يلامون على كل مباشر إلا على ما أطلق لهم ؛ فإنهم غير ملومين عليه ، أو تجعله صلة لحافظين ، من قولك : احفظ علي عنان فرسي ، على تضمينه معنى النفي ، كما ضمن قولهم : نشدتك بالله إلا فعلت معنى : ما طلبت منك إلا فعلك .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : هلا قيل : من ملكت ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : لأنه أريد من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث جعل [ ص: 220 ] المستثنى حدا أوجب الوقوف عنده ، ثم قال : فمن أحدث ابتغاء وراء هذا الحد مع فسحته واتساعه ، وهو إباحة أربع من الحرائر ، ومن الإماء ما شئت ، " فأولئك هم " : الكاملون في العدوان المتناهون فيه .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : هل فيه دليل على تحريم المتعة ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : لا ؛ لأن المنكوحة نكاح المتعة من جملة الأزواج إذا صح النكاح .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية