الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله تعالى: لو ما حرف تحضيض كهلا، وتكون أيضا حرف امتناع لوجود، وذلك كما أن "لولا" مترددة بين هذين المعنيين، وقد عرف الفرق بينهما: وهو أن التحضيضية لا يليها إلا الفعل ظاهرا أو مضمرا كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2930 - ... ... ... ... لولا الكمي المقنعا

                                                                                                                                                                                                                                      والامتناعية لا يليها إلا الأسماء لفظا أو تقديرا عند البصريين. وقوله: [ ص: 144 ]

                                                                                                                                                                                                                                      2931 - ولولا يحسبون الحلم عجزا     لما عدم المسيئون احتمالي

                                                                                                                                                                                                                                      مؤول خلافا للكوفيين. فمن مجيء "لو ما" حرف امتناع كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      2932 - لو ما الحياء ولو ما الدين عبتكما     ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري

                                                                                                                                                                                                                                      واختلف فيها: هل هي بسيطة أم مركبة؟ فقال الزمخشري : "لو" ركبت مع "لا" ومع "ما" لمعنيين، وأما "هل" فلم تركب إلا مع "لا" وحدها للتحضيض. واختلف أيضا في "لو ما": هل هي أصل بنفسها أو فرع على "لولا"؟ وأن الميم مبدلة من اللام كقولهم: خاللته وخالمته فهو خلي وخلمي، أي: صديقي. وقالوا: استولى علي كذا، واستومى عليه بمعنى؟ خلاف مشهور. وهذه الجملة من التحضيض دالة على جواب الشرط بعدها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية