قوله عز وجل :
[ ص: 179 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29025كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كذبت ثمود بالنذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فكيف كان عذابي ونذر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
تقدمت قصة
عاد مطولة ومتوسطة ، وهنا ذكرها تعالى موجزة ، كما ذكر قصة
نوح عليه السلام موجزة . ولما لم يكن لقوم
نوح علم ، ذكر " قوم " مضافا إلى
نوح . ولما كانت
عاد علما لقوم
هود ، ذكر العلم ، لأنه أبلغ في الذكر من التعريف بالإضافة . وتكرر التهويل بالاستفهام قبل ذكر ما حل بهم وبعده ، لغرابة ما عذبوا به من الريح ، وانفرادهم بهذا النوع من العذاب ، ولأن الاختصار داعية الاعتبار والتدبر والصرصر الباردة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك وقتادة . وقيل المصوتة . والجمهور على إضافة يوم إلى نحس ، وسكون الحاء . وقرأ
الحسن : بتنوين يوم وكسر الحاء ، جعله صفة لليوم ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16في أيام نحسات ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2مستمر ) ، قال
قتادة : استمر بهم حتى بلغهم جهنم . وعن
الحسن والضحاك : كان مرا عليهم . وروي أنه كان يوم الأربعاء ، والذي يظهر أنه ليس يوما معينا ، بل أريد به الزمان والوقت ، كأنه قيل : في وقت نحس . ويدل على ذلك أنه قال في سورة فصلت : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات ) . وقال في الحاقة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) ، إلا أن يكون ابتداء الريح في يوم الأربعاء ، فعبر بوقت الابتداء ، وهو يوم الأربعاء ، فيمكن الجمع بينها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تنزع الناس ) : يجوز أن يكون صفة للريح ، وأن يكون حالا منها ، لأنها وصفت فقربت من المعرفة . ويحتمل أن يكون تنزع مستأنفا ، وجاء الظاهر مكان المضمر ليشمل ذكورهم وإناثهم ، إذ لو عاد بضمير المذكورين ، لتوهم أنه خاص بهم ، أي تقلعهم من أماكنهم . قال
مجاهد : يلقى الرجل على رأسه ، فتفتت رأسه وعنقه وما يلي ذلك من بدنه . وقيل : كانوا يصطفون آخذي بعضهم بأيدي بعض ، ويدخلون في الشعاب ، ويحفرون الحفر فيندسون فيها ، فتنزعهم وتدق رقابهم . والجملة التشبيهية حال من الناس ، وهي حال مقدرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : في الكلام حذف تقديره : فتتركهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كأنهم أعجاز نخل ) : فالكاف في موضع نصب بالمحذوف ، شبههم بأعجاز النخل المنقعر ، إذ تساقطوا على الأرض أمواتا وهم جثث عظام طوال . والأعجاز : الأصول بلا فروع قد انقلعت من مغارسها . وقيل : كانت الريح تقطع رءوسهم ، فتبقى أجسادا بلا رءوس ، فأشبهت أعجاز النخل التي انقلعت من مغرسها . وقرأ
أبو نهيك : أعجز على وزن أفعل ، نحو ضبع وأضبع . والنخل اسم جنس يذكر ويؤنث ، وإنما ذكر هنا لمناسبة الفواصل ، وأنث في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أعجاز نخل خاوية ) في الحاقة لمناسبة الفواصل أيضا . وقرأ
أبو السمال ، فيما ذكر
الهذلي في كتابه الكامل ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111وأبو عمرو الداني : برفعهما . فـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أبشر ) : مبتدأ ، وواحد صفته ، والخبر نتبعه . ونقل
ابن خالويه وصاحب اللوامح
وابن عطية رفع أبشر ونصب واحدا عن
أبي السمال . قال صاحب اللوامح : فأما رفع " أبشر " فبإضمار الخبر بتقدير : أبشر منا يبعث إلينا ، أو يرسل ، أو نحوهما ؟ وأما انتصاب واحدا فعلى الحال ، إما مما قبله بتقدير : أبشر كائن منا في الحال توحده ، وإما مما بعده بمعنى :
[ ص: 180 ] نتبعه في توحده ، أو في انفراده . وقال
ابن عطية : ورفعه إما على إضمار فعل مبني للمفعول ، التقدير : أينبأ بشر ؟ وإما على الابتداء ، والخبر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24نتبعه ) ، وواحدا على هذه القراءة حال إما من الضمير في نتبعه ، وإما من المقدر مع منا ، كأنه يقول : أبشر كائن منا واحدا ؟ وفي هذا نظر . وقولهم ذلك حسد منهم واستبعاد أن يكون نوع البشر يفضل بعضه بعضا هذا الفضل ، فقالوا : نكون جمعا ونتبع واحدا ، ولم يعلموا أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، ويفيض نور الهدى على من رضيه . انتهى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : كيف أنكروا أن يتبعوا بشرا منهم واحدا ؟ قلت : قالوا : أبشرا إنكارا ؟ لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية ، وطلبوا أن يكونوا من جنس أعلى من جنس البشر ، وهم الملائكة ، وقالوا منا ، لأنه إذا كان منهم ، كانت المماثلة أقوى ، وقالوا واحدا إنكارا لأن تتبع الأمة رجلا واحدا ، وأرادوا واحدا من أبنائهم ليس بأشرفهم ولا أفضلهم ، ويدل عليه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أألقي الذكر عليه من بيننا ) : أي أأنزل عليه الوحي من بيننا ؟ وفينا من هو أحق منه بالاختيار للنبوة . انتهى ، وهو حسن ، على أن فيه تحميل اللفظ ما لا يحتمله . ( إنا إذا ) : أي إن اتبعناه ، فنحن في ضلال : أي بعد عن الصواب وحيرة . وقال
الضحاك : في تيه . وقال
وهب : بعد عن الحق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24وسعر ) : أي عذاب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وعنه وجنون يقال : ناقة مسعورة إذا كانت تفرط في سيرها كأنها مجنونة ، وقال الشاعر :
كأن بها سعرا إذا العيس هزها زميل وإزجاء من السير متعب
وقال
قتادة : وسعر : عناء . وقال
ابن بحر : وسعر جمع سعير ، وهو وقود النار ، أي في خطر كمن هو في النار . انتهى . وروي أنه كان يقول لهم : إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعر : أي نيران ، فعكسوا عليه فقالوا : إن اتبعناك كنا إذا كما تقول . ثم زادوا في الإنكار والاستبعاد فقالوا : ( أألقي ) : أي أأنزل ؟ قيل : وكأنه يتضمن العجلة في الفعل ، والعرب تستعمل هذا الفعل ، ومنه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وألقيت عليك محبة مني ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) . والذكر هنا : الوحي والرسالة وما جاءهم من الحكمة والموعظة . ثم قالوا : ليس الأمر كما تزعم بل هو القرآن . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أشر ) : أي بطر ، يريد العلو علينا ، وأن يقتادنا ويتملك طاعتنا . وقرأ
قتادة وأبو قلابة : بل هو الكذاب الأشر ، بلام التعريف فيهما وبفتح الشين وشد الراء ، وكذا الأشر الحرف الثاني . وقرأ الحرف الثاني
مجاهد ، فيما ذكر صاحب اللوامح
وأبو قيس الأودي الأشر بثلاث ضمات وتخفيف الراء . ويقال : أشر وأشر ، كحذر وحذر ، فضمة الشين لغة وضم الهمزة تبع لضمة الشين . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن
مجاهد ضم الشين . وقرأ
أبو حيوة هذا الحرف الآخر (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26الأشر ) أفعل تفضيل ، وإتمام خير وشر في أفعل التفضيل قليل . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري أن العرب تقول : هو أخير وهو أشر . قال الراجز .
بلال خير الناس وابن الأخير
وقال
أبو حاتم : لا تكاد العرب تتكلم بالأخير والأشر إلا في ضرورة الشعر ، وأنشد قول
رؤبة بلال البيت . وقرأ
علي والجمهور : سيعلمون بياء الغيبة ، وهو من إعلام الله تعالى
لصالح عليه السلام ;
وابن عامر وحمزة وطلحة وابن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : بتاء الخطاب : أي قل لهم يا
صالح وعدا يراد به الزمان المستقبل ، لا اليوم الذي يلي يوم خطابهم ، فاحتمل أن يكون يوم العذاب الحال بهم في الدنيا ، وأن يكون يوم القيامة ، وقال
الطرماح :
ألا عللاني قبل نوح النوائح وقبل اضطراب النفس بين الجوانح
وقبل غد يا لهف نفسي في غد إذا راح أصحابي ولست برائح
أراد وقت الموت ، ولم يرد غدا بعينه . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا ) تهديد ووعيد ببيان انكشاف الأمر ، والمعنى : أنهم هم الكذابون الأشرون . وأورد ذلك مورد الإبهام والاحتمال ، وإن كانوا هم المعنيين
[ ص: 181 ] بقوله تعالى ، حكاية عن قول
نوح عليه الصلاة والسلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ) ، والمعني به قومه ، وكذا قول
شعيب عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب ) ; وقول الشاعر :
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن أني وأيك فارس الأحزاب
وإنما عنى أنه فارس الأحزاب ، لا الذي خاطبه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة فتنة لهم ) : أي ابتلاء واختبارا ، وآنس بذلك صالحا . ولما هددهم بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا ) ، وكانوا قد ادعوا أنه كاذب ، قالوا : ما الدليل على صدقك ؟ قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إنا مرسلو الناقة ) : أي مخرجوها من الهضبة التي سألوها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27فارتقبهم ) : أي فانتظرهم وتبصر ما هم فاعلون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27واصطبر ) على أذاهم ولا تعجل حتى يأتي أمر الله . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28ونبئهم أن الماء ) : أي ماء البئر الذي لهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28قسمة بينهم ) : أي بين
ثمود وبين الناقة غلب ثمود ، فالضمير في بينهم لهم وللناقة . أي لهم شرب يوم ، وللناقة شرب يوم . وقرأ الجمهور : قسمة بكسر القاف ;
ومعاذ عن
أبي عمرو : بفتحها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28كل شرب محتضر ) أي محضور لهم وللناقة . وتقدمت قصة الناقة مستوفاة ، فأغنى عن إعادتها ، وهنا محذوف ، أي فكانوا على هذه الوتيرة من قسمة الماء ، فملوا ذلك وعزموا على عقر الناقة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فنادوا صاحبهم ) ، وهو
قدار بن سالف ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فتعاطى ) : هو مطاوع عاطى ، وكأن هذه الفعلة تدافعها الناس وعاطاها بعضهم بعضا ، فتعاطاها قدار وتناول العقر بيده . ولما كانوا راضين ، نسب ذلك إليهم في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77فعقروا الناقة ) ، وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فكذبوه فعقروها ) . والصيحة التي أرسلت عليهم .
يروى أن
جبريل عليه السلام صاح في طرف منازلهم ، فتفتتوا وهمدوا وصاروا (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31كهشيم المحتظر ) وهو ما تفتت وتهضم من الشجر . والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة ، فإنه تتفتت منه حالة العمل وتتساقط أجزاء مما يعمل به ، أو يكون الهشيم ما يبس من الحظيرة بطول الزمان ، تطأه البهائم فيتهشم . وقرأ الجمهور : بكسر الظاء ;
وأبو حيوة وأبو السمال وأبو رجاء وأبو عمرو بن عبيد : بفتحها ، وهو موضع الاحتظار . وقيل : هو مصدر ، أي كهشيم الاحتظار ، وهو ما تفتت حالة الاحتظار . والحظيرة تصنعها العرب وأهل البوادي للمواشي والسكنى من الأغصان والشجر المورق والقصب . والحظر : المنع ; وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة ، أن المحتظر هو المحترق . قال
قتادة : كهشيم محترق ; وعن
ابن جبير : هو التراب الذي يسقط من الحائط البالي . وقيل : المحتظر بفتح الظاء هو الهشيم نفسه ، فيكون من إضافة الموصوف إلى صفته ، كمسجد الجامع على من تأوله كذلك ، وكان هنا قيل : بمعنى صار .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
[ ص: 179 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29025كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=19إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=21فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=22وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=23كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=30فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=32وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) .
تَقَدَّمَتْ قِصَّةُ
عَادٍ مُطَوَّلَةً وَمُتَوَسِّطَةً ، وَهُنَا ذَكَرَهَا تَعَالَى مُوجَزَةً ، كَمَا ذَكَرَ قِصَّةَ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُوجَزَةً . وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ لِقَوْمِ
نُوحٍ عِلْمٌ ، ذَكَرَ " قَوْمُ " مُضَافًا إِلَى
نُوحٍ . وَلَمَّا كَانَتْ
عَادٌ عَلَمًا لِقَوْمِ
هُودٍ ، ذَكَرَ الْعَلَمَ ، لِأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الذِّكْرِ مِنَ التَّعْرِيفِ بِالْإِضَافَةِ . وَتَكَرَّرَ التَّهْوِيلُ بِالِاسْتِفْهَامِ قَبْلَ ذِكْرِ مَا حَلَّ بِهِمْ وَبَعْدَهُ ، لِغَرَابَةِ مَا عُذِّبُوا بِهِ مِنَ الرِّيحِ ، وَانْفِرَادِهِمْ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَلِأَنَّ الِاخْتِصَارَ دَاعِيَةُ الِاعْتِبَارِ وَالتَّدَبُّرِ وَالصَّرْصَرِ الْبَارِدَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ . وَقِيلَ الْمُصَوِّتَةُ . وَالْجُمْهُورُ عَلَى إِضَافَةِ يَوْمٍ إِلَى نَحْسٍ ، وَسُكُونِ الْحَاءِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : بِتَنْوِينِ يَوْمٍ وَكَسْرِ الْحَاءِ ، جَعَلَهُ صِفَةً لِلْيَوْمِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2مُسْتَمِرٌّ ) ، قَالَ
قَتَادَةُ : اسْتَمَرَّ بِهِمْ حَتَّى بَلَّغَهُمْ جَهَنَّمَ . وَعَنِ
الْحَسَنِ وَالضَّحَّاكِ : كَانَ مَرًّا عَلَيْهِمْ . وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لَيْسَ يَوْمًا مُعَيَّنًا ، بَلْ أُرِيدَ بِهِ الزَّمَانُ وَالْوَقْتُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فِي وَقْتِ نَحْسٍ . وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ فِي سُورَةِ فُصِّلَتْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ ) . وَقَالَ فِي الْحَاقَّةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ) ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ ابْتِدَاءُ الرِّيحِ فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ، فَعَبَّرَ بِوَقْتِ الِابْتِدَاءِ ، وَهُوَ يَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ ، فَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20تَنْزِعُ النَّاسَ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِلرِّيحِ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْهَا ، لِأَنَّهَا وُصِفَتْ فَقُرِّبَتْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ تَنْزِعُ مُسْتَأْنَفًا ، وَجَاءَ الظَّاهِرُ مَكَانَ الْمُضْمَرِ لِيَشْمَلَ ذُكُورَهُمْ وَإِنَاثَهُمْ ، إِذْ لَوْ عَادَ بِضَمِيرِ الْمَذْكُورِينَ ، لَتُوُهِّمَ أَنَّهُ خَاصٌّ بِهِمْ ، أَيْ تَقْلَعُهُمْ مِنْ أَمَاكِنِهِمْ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : يُلْقَى الرَّجُلُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَتُفَتَّتُ رَأْسُهُ وَعُنُقُهُ وَمَا يَلِي ذَلِكَ مِنْ بَدَنِهِ . وَقِيلَ : كَانُوا يَصْطَفُّونَ آخِذِي بَعْضِهِمْ بِأَيْدِي بَعْضٍ ، وَيَدْخُلُونَ فِي الشِّعَابِ ، وَيَحْفِرُونَ الْحُفَرَ فَيَنْدَسُّونَ فِيهَا ، فَتَنْزِعُهُمْ وَتَدُقُّ رِقَابَهُمْ . وَالْجُمْلَةُ التَّشْبِيهِيَّةُ حَالٌ مِنَ النَّاسِ ، وَهِيَ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ : فَتَتْرُكُهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=20كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ ) : فَالْكَافُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالْمَحْذُوفِ ، شَبَّهَهُمْ بِأَعْجَازِ النَّخْلِ الْمُنْقَعِرِ ، إِذْ تَسَاقَطُوا عَلَى الْأَرْضِ أَمْوَاتًا وَهُمْ جُثَثٌ عِظَامٌ طِوَالٌ . وَالْأَعْجَازُ : الْأُصُولُ بِلَا فُرُوعٍ قَدِ انْقَلَعَتْ مِنْ مَغَارِسِهَا . وَقِيلَ : كَانَتِ الرِّيحُ تَقْطَعُ رُءُوسَهُمْ ، فَتَبْقَى أَجْسَادًا بِلَا رُءُوسٍ ، فَأَشْبَهَتْ أَعْجَازَ النَّخْلِ الَّتِي انْقَلَعَتْ مِنْ مَغْرِسِهَا . وَقَرَأَ
أَبُو نَهِيكٍ : أَعْجُزُ عَلَى وَزْنِ أَفْعُلٍ ، نَحْوُ ضَبُعٍ وَأَضْبُعٍ . وَالنَّخْلُ اسْمُ جِنْسٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ، وَإِنَّمَا ذُكِّرَ هُنَا لِمُنَاسَبَةِ الْفَوَاصِلِ ، وَأُنِّثَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ) فِي الْحَاقَّةِ لِمُنَاسَبَةِ الْفَوَاصِلِ أَيْضًا . وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَّالِ ، فِيمَا ذَكَرَ
الْهُذَلِيُّ فِي كِتَابِهِ الْكَامِلِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12111وَأَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ : بِرَفْعِهِمَا . فَـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أَبَشَرٌ ) : مُبْتَدَأٌ ، وَوَاحِدٌ صِفَتُهُ ، وَالْخَبَرُ نَتَّبِعُهُ . وَنَقَلَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ وَصَاحِبُ اللَّوَامِحِ
وَابْنُ عَطِيَّةَ رَفْعَ أَبَشَرٌ وَنَصْبَ وَاحِدًا عَنْ
أَبِي السَّمَّالِ . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : فَأَمَّا رَفْعُ " أَبَشَرٌ " فَبِإِضْمَارِ الْخَبَرِ بِتَقْدِيرِ : أَبَشَرٌ مِنَّا يُبْعَثُ إِلَيْنَا ، أَوْ يُرْسَلُ ، أَوْ نَحْوُهُمَا ؟ وَأَمَّا انْتِصَابُ وَاحِدًا فَعَلَى الْحَالِ ، إِمَّا مِمَّا قَبْلَهُ بِتَقْدِيرِ : أَبَشَرٌ كَائِنٌ مِنَّا فِي الْحَالِ تُوَحِّدُهُ ، وَإِمَّا مِمَّا بَعْدَهُ بِمَعْنَى :
[ ص: 180 ] نَتَّبِعُهُ فِي تَوَحُّدِهِ ، أَوْ فِي انْفِرَادِهِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَرَفْعُهُ إِمَّا عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ مَبْنِيٍّ لِلْمَفْعُولِ ، التَّقْدِيرُ : أَيُنَبَّأُ بَشَرٌ ؟ وَإِمَّا عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24نَتَّبِعُهُ ) ، وَوَاحِدًا عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ حَالٌ إِمَّا مِنَ الضَّمِيرِ فِي نَتَّبِعُهُ ، وَإِمَّا مِنَ الْمُقَدَّرِ مَعَ مِنَّا ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : أَبَشَرٌ كَائِنٌ مِنَّا وَاحِدًا ؟ وَفِي هَذَا نَظَرٌ . وَقَوْلُهُمْ ذَلِكَ حَسَدٌ مِنْهُمْ وَاسْتِبْعَادُ أَنْ يَكُونَ نَوْعُ الْبَشَرِ يَفْضُلُ بَعْضُهُ بَعْضًا هَذَا الْفَضْلَ ، فَقَالُوا : نَكُونُ جَمْعًا وَنَتَّبِعُ وَاحِدًا ، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُفِيضُ نُورَ الْهُدَى عَلَى مَنْ رَضِيَهُ . انْتَهَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ أَنْكَرُوا أَنْ يَتَّبِعُوا بَشَرًا مِنْهُمْ وَاحِدًا ؟ قُلْتُ : قَالُوا : أَبَشَرًا إِنْكَارًا ؟ لِأَنْ يَتَّبِعُوا مِثْلَهُمْ فِي الْجِنْسِيَّةِ ، وَطَلَبُوا أَنْ يَكُونُوا مِنْ جِنْسٍ أَعْلَى مِنْ جِنْسِ الْبَشَرِ ، وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَقَالُوا مِنَّا ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ مِنْهُمْ ، كَانَتِ الْمُمَاثَلَةُ أَقْوَى ، وَقَالُوا وَاحِدًا إِنْكَارًا لِأَنْ تَتَّبِعَ الْأُمَّةُ رَجُلًا وَاحِدًا ، وَأَرَادُوا وَاحِدًا مِنْ أَبْنَائِهِمْ لَيْسَ بِأَشْرَفِهِمْ وَلَا أَفْضَلِهِمْ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا ) : أَيْ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِنْ بَيْنِنَا ؟ وَفِينَا مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْهُ بِالِاخْتِيَارِ لِلنُّبُوَّةِ . انْتَهَى ، وَهُوَ حَسَنٌ ، عَلَى أَنَّ فِيهِ تَحْمِيلَ اللَّفْظِ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ . ( إِنَّا إِذًا ) : أَيْ إِنِ اتَّبَعْنَاهُ ، فَنَحْنُ فِي ضَلَالٍ : أَيْ بُعْدٍ عَنِ الصَّوَابِ وَحَيْرَةٍ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : فِي تِيهٍ . وَقَالَ
وَهْبٌ : بُعْدٌ عَنِ الْحَقِّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24وَسُعُرٍ ) : أَيْ عَذَابٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَعَنْهُ وَجُنُونٍ يُقَالُ : نَاقَةٌ مَسْعُورَةٌ إِذَا كَانَتْ تُفْرِطُ فِي سَيْرِهَا كَأَنَّهَا مَجْنُونَةٌ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
كَأَنَّ بِهَا سُعُرًا إِذَا الْعِيسُ هَزَّهَا زَمِيلٌ وَإِزْجَاءٌ مِنَ السَّيْرِ مُتْعِبُ
وَقَالَ
قَتَادَةُ : وَسُعُرٍ : عَنَاءٌ . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : وَسُعُرٍ جَمْعُ سَعِيرٍ ، وَهُوَ وَقُودُ النَّارِ ، أَيْ فِي خَطَرٍ كَمَنْ هُوَ فِي النَّارِ . انْتَهَى . وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ : إِنْ لَمْ تَتَّبِعُونِي كُنْتُمْ فِي ضَلَالٍ عَنِ الْحَقِّ وَسُعُرٍ : أَيْ نِيرَانٍ ، فَعَكَسُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا : إِنِ اتَّبَعْنَاكَ كُنَّا إِذًا كَمَا تَقُولُ . ثُمَّ زَادُوا فِي الْإِنْكَارِ وَالِاسْتِبْعَادِ فَقَالُوا : ( أَأُلْقِيَ ) : أَيْ أَأُنْزِلَ ؟ قِيلَ : وَكَأَنَّهُ يَتَضَمَّنُ الْعَجَلَةَ فِي الْفِعْلِ ، وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ هَذَا الْفِعْلَ ، وَمِنْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) . وَالذِّكْرُ هُنَا : الْوَحْيُ وَالرِّسَالَةُ وَمَا جَاءَهُمْ مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ . ثُمَّ قَالُوا : لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُ بَلْ هُوَ الْقُرْآنُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=25أَشِرٌ ) : أَيْ بَطِرٌ ، يُرِيدُ الْعُلُوَّ عَلَيْنَا ، وَأَنْ يَقْتَادَنَا وَيَتَمَلَّكَ طَاعَتَنَا . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ وَأَبُو قِلَابَةَ : بَلْ هُوَ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ، بِلَامِ التَّعْرِيفِ فِيهِمَا وَبِفَتْحِ الشِّينِ وَشَدِّ الرَّاءِ ، وَكَذَا الْأَشِرُ الْحَرْفُ الثَّانِي . وَقَرَأَ الْحَرْفَ الثَّانِيَ
مُجَاهِدٌ ، فِيمَا ذَكَرَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ
وَأَبُو قَيْسٍ الْأَوْدِيُّ الْأُشُرُ بِثَلَاثِ ضَمَّاتٍ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ . وَيُقَالُ : أَشِرٌ وَأَشُرٌ ، كَحَذِرٍ وَحَذُرٍ ، فَضَمَّةُ الشِّينِ لُغَةٌ وَضَمُّ الْهَمْزَةِ تَبَعٌ لِضَمَّةِ الشِّينِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَنْ
مُجَاهِدٍ ضَمَّ الشِّينِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ هَذَا الْحَرْفَ الْآخِرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26الْأَشِرُ ) أَفْعَلَ تَفْضِيلٍ ، وَإِتْمَامُ خَيْرٍ وَشَرٍّ فِي أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ قَلِيلٌ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ : هُوَ أَخْيَرُ وَهُوَ أَشَرُّ . قَالَ الرَّاجِزُ .
بِلَالٌ خَيْرُ النَّاسِ وَابْنُ الْأَخْيَرِ
وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِالْأَخْيَرِ وَالْأَشَرِّ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
رُؤْبَةَ بِلَالٌ الْبَيْتَ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ وَالْجُمْهُورُ : سَيَعْلَمُونَ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، وَهُوَ مِنْ إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى
لِصَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ;
وَابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَطَلْحَةُ وَابْنُ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : بِتَاءِ الْخِطَابِ : أَيْ قُلْ لَهُمْ يَا
صَالِحُ وَعْدًا يُرَادُ بِهِ الزَّمَانُ الْمُسْتَقْبَلُ ، لَا الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَ خِطَابِهِمْ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ يَوْمَ الْعَذَابِ الْحَالِّ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنْ يَكُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقَالَ
الطِّرِمَّاحُ :
أَلَا عَلِّلَانِي قَبْلَ نَوْحِ النَّوَائِحِ وَقَبْلَ اضْطِرَابِ النَّفْسِ بَيْنَ الْجَوَانِحِ
وَقَبْلَ غَدٍ يَا لَهْفَ نَفْسِي فِي غَدٍ إِذَا رَاحَ أَصْحَابِي وَلَسْتُ بِرَائِحِ
أَرَادَ وَقْتَ الْمَوْتِ ، وَلَمْ يُرِدْ غَدًا بِعَيْنِهِ . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا ) تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ بِبَيَانِ انْكِشَافِ الْأَمْرِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ هُمُ الْكَذَّابُونَ الْأَشِرُونَ . وَأَوْرَدَ ذَلِكَ مَوْرِدَ الْإِبْهَامِ وَالِاحْتِمَالِ ، وَإِنْ كَانُوا هُمُ الْمَعْنِيِّينَ
[ ص: 181 ] بِقَوْلِهِ تَعَالَى ، حِكَايَةً عَنْ قَوْلِ
نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=39فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ) ، وَالْمَعْنِيُّ بِهِ قَوْمُهُ ، وَكَذَا قَوْلُ
شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=93سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) ; وَقَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَلَئِنْ لَقِيتُكَ خَالِيَيْنِ لَتَعْلَمَنَّ أَنِّي وَأَيُّكَ فَارِسُ الْأَحْزَابِ
وَإِنَّمَا عَنَى أَنَّهُ فَارِسُ الْأَحْزَابِ ، لَا الَّذِي خَاطَبَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ ) : أَيِ ابْتِلَاءً وَاخْتِبَارًا ، وَآنَسَ بِذَلِكَ صَالِحًا . وَلَمَّا هَدَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا ) ، وَكَانُوا قَدِ ادَّعَوْا أَنَّهُ كَاذِبٌ ، قَالُوا : مَا الدَّلِيلُ عَلَى صِدْقِكَ ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ ) : أَيْ مُخْرِجُوهَا مِنَ الْهَضْبَةِ الَّتِي سَأَلُوهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27فَارْتَقِبْهُمْ ) : أَيْ فَانْتَظِرْهُمْ وَتَبَصَّرْ مَا هُمْ فَاعِلُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=27وَاصْطَبِرْ ) عَلَى أَذَاهُمْ وَلَا تَعْجَلْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ ) : أَيْ مَاءَ الْبِئْرِ الَّذِي لَهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ) : أَيْ بَيْنَ
ثَمُودَ وَبَيْنَ النَّاقَةِ غَلَّبَ ثَمُودَ ، فَالضَّمِيرُ فِي بَيْنَهُمْ لَهُمْ وَلِلنَّاقَةِ . أَيْ لَهُمْ شِرْبُ يَوْمٍ ، وَلِلنَّاقَةِ شِرْبُ يَوْمٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : قِسْمَةٌ بِكَسْرِ الْقَافِ ;
وَمُعَاذٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِفَتْحِهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=28كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) أَيْ مَحْضُورٌ لَهُمْ وَلِلنَّاقَةِ . وَتَقَدَّمَتْ قِصَّةُ النَّاقَةِ مُسْتَوْفَاةً ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهَا ، وَهُنَا مَحْذُوفٌ ، أَيْ فَكَانُوا عَلَى هَذِهِ الْوَتِيرَةِ مِنْ قِسْمَةِ الْمَاءِ ، فَمَلُّوا ذَلِكَ وَعَزَمُوا عَلَى عَقْرِ النَّاقَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ ) ، وَهُوَ
قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=29فَتَعَاطَى ) : هُوَ مُطَاوِعُ عَاطَى ، وَكَأَنَّ هَذِهِ الْفِعْلَةَ تَدَافَعَهَا النَّاسُ وَعَاطَاهَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَتَعَاطَاهَا قُدَارُ وَتَنَاوَلَ الْعَقْرَ بِيَدِهِ . وَلَمَّا كَانُوا رَاضِينَ ، نُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=77فَعَقَرُوا النَّاقَةَ ) ، وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ) . وَالصَّيْحَةُ الَّتِي أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ .
يُرْوَى أَنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ صَاحَ فِي طَرَفِ مَنَازِلِهِمْ ، فَتَفَتَّتُوا وَهَمَدُوا وَصَارُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=31كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) وَهُوَ مَا تَفَتَّتَ وَتَهَضَّمَ مِنَ الشَّجَرِ . وَالْمُحْتَظِرُ : الَّذِي يَعْمَلُ الْحَظِيرَةَ ، فَإِنَّهُ تَتَفَتَّتُ مِنْهُ حَالَةَ الْعَمَلِ وَتَتَسَاقَطُ أَجْزَاءٌ مِمَّا يَعْمَلُ بِهِ ، أَوْ يَكُونُ الْهَشِيمُ مَا يَبِسَ مِنَ الْحَظِيرَةِ بِطُولِ الزَّمَانِ ، تَطَأُهُ الْبَهَائِمُ فَيَتَهَشَّمُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِكَسْرِ الظَّاءِ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو السَّمَّالِ وَأَبُو رَجَاءٍ وَأَبُو عَمْرِو بْنُ عُبَيْدٍ : بِفَتْحِهَا ، وَهُوَ مَوْضِعُ الِاحْتِظَارِ . وَقِيلَ : هُوَ مَصْدَرٌ ، أَيْ كَهَشِيمِ الِاحْتِظَارِ ، وَهُوَ مَا تَفَتَّتَ حَالَةَ الِاحْتِظَارِ . وَالْحَظِيرَةُ تَصْنَعُهَا الْعَرَبُ وَأَهْلُ الْبَوَادِي لِلْمَوَاشِي وَالسُّكْنَى مِنَ الْأَغْصَانِ وَالشَّجَرِ الْمُورِقِ وَالْقَصَبِ . وَالْحَظْرُ : الْمَنْعُ ; وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ ، أَنَّ الْمُحْتَظِرَ هُوَ الْمُحْتَرِقُ . قَالَ
قَتَادَةُ : كَهَشِيمٍ مُحْتَرِقٍ ; وَعَنِ
ابْنِ جُبَيْرٍ : هُوَ التُّرَابُ الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ الْحَائِطِ الْبَالِي . وَقِيلَ : الْمُحْتَظَرُ بِفَتْحِ الظَّاءِ هُوَ الْهَشِيمُ نَفْسُهُ ، فَيَكُونُ مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ ، كَمَسْجِدِ الْجَامِعِ عَلَى مَنْ تَأَوَّلَهُ كَذَلِكَ ، وَكَانَ هُنَا قِيلَ : بِمَعْنَى صَارَ .