الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ؛ "مساكين": لا ينصرف؛ لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد؛ وكذلك كل جمع نحو: "مساجد"؛ و"مفاتيح"؛ و"طوامير"؛ لا ينصرف كما ذكرنا؛ وقد بينا ذلك فيما تقدم؛ في باب ما لا ينصرف.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 305 ] وقوله: وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ؛ كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا؛ فإن كانت عائبة لم يعرض لها؛ و"وراءهم": خلفهم؛ هذا أجود الوجهين؛ ويجوز أن يكون كان رجوعهم في طريقهم عليه؛ ولم يكونوا يعلمون بخبره؛ فأعلم الله الخضر خبره؛ وقيل: "كان وراءهم"؛ معناه: كان قدامهم؛ وهذا جاء في العربية؛ لأنه ما بين يديك؛ وما قدامك؛ إذا توارى عنك فقد صار وراءك؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تثنى عليها الأصابع





                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية