الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1599 وعن ابن عباس قال : بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم عليه ، فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ، ثم دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه - وكان ضمام رجلا أشعر ذا غديرتين - فأقبل حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه فقال : أيكم ابن عبد المطلب ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن عبد المطلب " . قال : محمد ؟ قال : " نعم " . قال : ابن عبد المطلب ، إني سائلك ومغلظ في المسألة ، فلا تجدن في نفسك . قال : " لا أجد في نفسي ، فسل عما بدا لك " . قال : أنشدك بالله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك ، آلله بعثك إلينا رسولا ؟ قال : " اللهم نعم " ، فقال : أنشدك بالله إلهك وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون معه ؟ قال : " اللهم نعم " . قال : فأنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تصلي هذه الصلوات الخمس ؟ قال : " اللهم نعم " . قال : ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة : الزكاة ، والصيام ، والحج ، وشرائع الإسلام كلها ، يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها ، فلما فرغ قال : إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ، لا أزيد ولا أنقص . قال : ثم انصرف راجعا إلى بعيره . قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولى : " إن صدق ذو العقيصتين يدخل الجنة " .

                                                                                            قال : فأتى بعيره فأطلق عقاله ، ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه ، فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى . قالوا : مه يا ضمام ، اتق البرص والجذام ، اتق الجنون . قال : ويلكم ، إنهما والله ما يضران ولا ينفعان ، إن الله قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنمحمدا عبده ورسوله ، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه . قال : فوالله ما أمسى في ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما . قال : يقول ابن عباس : فما سمعنا بوافد قوم أفضل من ضمام
                                                                                            .

                                                                                            قلت : عزاه صاحب الأطراف إلى أبي داود ، ولم أجد في أبي داود إلا طرفا من أوله .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الكبير ، [ ص: 290 ] ورجال أحمد موثقون .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية