الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب أيصلي الرجل وهو حاقن

                                                                      88 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم أنه خرج حاجا أو معتمرا ومعه الناس وهو يؤمهم فلما كان ذات يوم أقام الصلاة صلاة الصبح ثم قال ليتقدم أحدكم وذهب إلى الخلاء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصلاة فليبدأ بالخلاء قال أبو داود روى وهيب بن خالد وشعيب بن إسحق وأبو ضمرة هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل حدثه عن عبد الله بن أرقم والأكثر الذين رووه عن هشام قالوا كما قال زهير

                                                                      التالي السابق


                                                                      باب أيصلي الرجل وهو حاقن

                                                                      هو من يحبس بوله ، حقن الرجل بوله : حبسه وجمعه فهو حاقن .

                                                                      وقال ابن فارس ويقال لما جمع من لبن وشد حقين ، ولذلك سمي حابس البول حاقنا .

                                                                      وأراد المؤلف بلفظ الحقن المعنى الأعم يعني حبس الغائط والبول ولذا أورد في الباب أحاديث من القسمين ، أو أراد به المعنى الخاص ، وهو حبس البول ، [ ص: 130 ] وأراد بلفظ الخلاء وبلفظ الأخبثان - الواقعين في الحديث - أحد فرديهما ، وهو حبس البول .

                                                                      ( وهو يؤمهم ) : في الصلاة .

                                                                      ولفظ البيهقي في المعرفة أنه خرج إلى مكة صحبه قوم فكان يؤمهم ( صلاة الصبح ) : بدل من الصلاة ( ثم قال ) : عبد الله ( ليتقدم أحدكم ) : للإمامة ( وذهب ) : عبد الله ( الخلاء ) : وهذه الجملة من مقولة عروة بن الزبير ( فليبدأ بالخلاء ) : فيفرغ نفسه ثم يرجع فيصلي لأنه إذا صلى قبل ذلك تشوش خشوعه واختل حضور قلبه .

                                                                      والحديث فيه دليل على أنه لا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا من الغائط والبول ( عن رجل حدثه ) : فأدخلوا هؤلاء بين عروة وبين عبد الله بن الأرقم رجلا روى عن ابن جريج أيضا في بعض الروايات عنه مثل ما روى وهيب قاله ابن الأثير في أسد الغابة ، ورجح البخاري فيما حكاه الترمذي في العلل المفرد رواية من زاد فيه عن رجل . كذا في التلخيص

                                                                      ( والأكثر ) : أي أكثر الحفاظ مثل مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث ومحمد بن إسحاق وشجاع بن الوليد وحماد بن زيد ووكيع وأبي معاوية والمفضل بن فضالة ومحمد بن كنانة كما صرح به ابن عبد البر ، وزاد الترمذي يحيى بن سعيد القطان وزاد ابن الأثير شعبة والثوري وحماد بن سلمة ومعمرا ( كما قال زهير ) : بن معاوية بحذف واسطة بين عروة وعبد الله .

                                                                      قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقيل : إن عبد الله بن أرقم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا ، وليس له في هذه الكتب سوى هذا الحديث .

                                                                      وقال الترمذي حديث عبد الله بن الأرقم حديث حسن .




                                                                      الخدمات العلمية