الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (18) قوله تعالى: إلا من استرق : فيه خمسة أوجه، أحدها: في محل نصب على الاستثناء المتصل، والمعنى: فإنها لم تحفظ منه، قاله غير واحد. والثاني: منقطع، ومحله النصب أيضا. الثالث: أنه بدل [ ص: 151 ] من: كل شيطان فيكون محله الجر، قاله الحوفي وأبو البقاء. وفيه نظر; لأن الكلام موجب. الرابع: أنه نعت لـ كل شيطان ، فيكون محله الجر على خلاف في هذه المسألة. الخامس: أنه في محل رفع بالابتداء، وخبره الجملة من قوله "فأتبعه". وإنما دخلت الفاء لأن "من": إما شرطية، وإما موصولة مشبهة بالشرطية، قاله أبو البقاء، وحينئذ يكون من باب الاستثناء المنقطع.

                                                                                                                                                                                                                                      والشهاب: الشعلة من النار، وسمي بها الكوكب لشدة ضوئه وبريقه، ويجمع على شهب في الكثرة، وأشهبة. والشهبة: بياض مختلط بسواد تشبيها بالشهاب لاختلاطه بالدخان، ومنه كتيبة شهباء لسواد القوم وبياض الحديد، ومن ثم غلط الناس في إطلاقهم الشهبة على البياض الخالص.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية