الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (20) قوله تعالى: ومن لستم : يجوز في "من" خمسة أوجه، أحدها: وهو قول الزجاج أنه منصوب بفعل مقدر تقديره: وأعشنا من لستم لهم برازقين، كالعبيد والدواب والوحوش. الثاني: أنه منصوب عطفا على "معايش"، أي: وجعلنا لكم فيها من لستم له برازقين من الدواب المنتفع بها. الثالث: أنه منصوب عطفا على محل "لكم". الرابع: أنه مجرور عطفا على "كم" المجرور باللام، وجاز ذلك من غير إعادة الجار على رأي الكوفيين وبعض البصريين، وقد تقدم تحقيقه في سورة البقرة، عند قوله: وكفر به والمسجد . الخامس: أنه مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف. أي: ومن لستم له برازقين جعلنا له فيها معايش، وسمع من العرب: "ضربت زيدا وعمرو" برفع "عمرو" مبتدأ، محذوف الخبر، أي: وعمرو ضربته.

                                                                                                                                                                                                                                      و "من" يجوز أن يراد بها العقلاء، أي: ومن لستم له برازقين من مواليكم الذين تزعمون أنكم ترزقونهم، وأن يراد بها غيرهم، أي: ومن لستم له برازقين من الدواب، وإن كنتم تزعمون أنكم ترزقونهم، وإليه ذهب جماعة من المفسرين. ويجوز أن يراد بها النوعان، وهو حسن لفظا ومعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية