الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 233 ] ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : ما المراد بالسلطان المبين ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : يجوز أن تراد العصا ؛ لأنها كانت أم آيات موسى وأولاها ، وقد تعلقت بها معجزات شتى : من انقلابها حية ، وتلقفها ما أفكته السحرة ، وانفلاق البحر ، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها ، وكونها حارسا ، وشمعة ، وشجرة خضراء مثمرة ، ودلوا ورشاء ، وجعلت كأنها ليست بعضها لما استبدت به من الفضل ؛ فلذلك عطفت عليها ؛ كقوله تعالى : وجبريل وميكال [البقرة : 98 ] ، ويجوز أن تراد الآيات أنفسها ، أي : هي آيات وحجة بينة ، "عالين " : متكبرين ؛ إن فرعون علا في الأرض [القصص : 4 ] ، لا يريدون علوا في الأرض [القصص : 83 ] ، أو متطاولين على الناس قاهرين بالبغي والظلم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية