الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 368 ] فصول في صدقة التطوع : ( 1996 ) فصل وهي مستحبة في جميع الأوقات ; لقوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة } . وأمر بالصدقة في آيات كثيرة ، وحث عليها ورغب فيها . وروى أبو صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ، فإن الله تعالى يقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل } . متفق عليه .

                                                                                                                                            وصدقة السر أفضل من صدقة العلانية ; لقول الله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ، ويكفر عنكم من سيئاتكم } وروى أبو هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجلا تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } . متفق عليه

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أن صدقة السر تطفئ غضب الرب } . ويستحب الإكثار منها في أوقات الحاجات ، لقول الله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } .

                                                                                                                                            وفي شهر رمضان ; لأن الحسنات تضاعف فيه ، ولأن فيه إعانة على أداء الصوم المفروض . ومن فطر صائما كان له مثل أجره وتستحب الصدقة على ذي القرابة ; لقول الله تعالى : { يتيما ذا مقربة } .

                                                                                                                                            وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { الصدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرحم اثنتان ، صدقة وصلة } . وهذا حديث حسن . { وسألت زينب امرأة عبد الله بن مسعود رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ينفعها أن تضع صدقتها في زوجها وبني أخ لها يتامى ؟ قال : نعم ، لها أجران ; أجر القرابة ، وأجر الصدقة . } رواه النسائي .

                                                                                                                                            وتستحب الصدقة على من اشتدت حاجته ، لقول الله تعالى : { أو مسكينا ذا متربة }

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية