الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              الفصل الثالث في الأسماء العرفية

              الأسماء العرفية

              اعلم أن الأسماء اللغوية تنقسم إلى وضعية وعرفية ، والاسم يسمى عرفيا باعتبارين

              أحدهما : أن يوضع الاسم لمعنى عام ثم يخصص عرف الاستعمال من أهل اللغة ذلك الاسم ببعض مسمياته ، كاختصاص اسم الدابة بذوات الأربع مع أن الوضع لكل ما يدب ، واختصاص اسم المتكلم بالعالم بعلم الكلام مع أن كل قائل ومتلفظ متكلم ، وكاختصاص اسم الفقيه والمتعلم ببعض العلماء وبعض المتعلمين مع أن الوضع عام قال الله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " وقال تعالى : { خلق الإنسان علمه البيان } وقال عز وجل : { ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا }

              الاعتبار الثاني : أن يصير الاسم شائعا في غير ما وضع له أولا بل فيما هو مجاز فيه ، كالغائط المطمئن من الأرض ، والعذرة البناء الذي يستتر به وتقضى الحاجة من ورائه ; فصار أصل الوضع منسيا ، والمجاز معروفا سابقا إلى الفهم بعرف الاستعمال وذلك بالوضع الأول . فالأسامي اللغوية إما وضعية وإما عرفية ، أما ما انفرد المحترفون وأرباب الصناعات بوضعه لأدواتهم فلا يجوز أن يسمى عرفيا ; لأن مبادئ اللغات والوضع الأصلي كلها كانت كذلك فيلزم أن يكون جميع الأسامي اللغوية عرفية .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية