الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون

                                                                                                                                                                                                سلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، ونهى عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره ، وقرئ : "يمدهم" و"يسارع " ، و"يسرع " : بالياء ، والفاعل : الله -سبحانه وتعالى- ويجوز في : يسارع ، ويسرع : أن يتضمن ضمير الممد به ، ويسارع ، مبنيا للمفعول ، والمعنى : أن هذا الإمداد ليس إلا استدراجا لهم إلى المعاصي ، واستجرارا إلى زيادة الإثم ، وهم يحسبونه مسارعة لهم في الخيرات ، وفيما لهم فيه نفع وإكرام ، ومعاجلة بالثواب قبل [ ص: 236 ] وقته ، ويجوز أن يراد في جزاء الخيرات كما يفعل بأهل الخير من المسلمين ، و " بل " : استدراك ؛ لقوله : "أيحسبون " ، يعني : بل هم أشباه البهائم لا فطنة بهم ولا شعور ، حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك : أهو استدراج ، أم مسارعة في الخير ؟

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : أين الراجع من خبر أن لها اسمها إذا لم يستكن فيه ضميره ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : هو محذوف تقديره : نسارع به ، ويسارع به ، ويسارع الله به ، كقوله : إن ذلك من عزم الأمور [الشورى : 43 ] ، أي : إن ذلك منه ؛ وذلك لاستطالة الكلام مع أمن الإلباس .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية