الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (46) قوله تعالى: ادخلوها : العامة على وصل الهمزة من دخل يدخل. وقد تقدم خلاف القراء في حركة هذا التنوين لالتقاء الساكنين في البقرة. وقرأ يعقوب بفتح التنوين وكسر الخاء. وتوجيهها: أنه أمر من أدخل يدخل، فلما وقع بعد "عيون" ألقى حركة الهمزة على التنوين لأنها همزة قطع، ثم حذفها. والأمر من الله تعالى للملائكة، أي: أدخلوها إياهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن ويعقوب أيضا "أدخلوها" ماضيا مبنيا للمفعول، إلا أن [ ص: 162 ] يعقوب ضم التنوين، ووجهه: أنه أخذه من أدخل رباعيا، فألقى حركة همزة القطع على التنوين، كما ألقى حركة المفتوحة في قراءته الأولى. والحسن كسره على أصل التقاء الساكنين، ووجهه: أن يكون أجرى همزة القطع مجرى همزة الوصل في الإسقاط.

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة الأمر على إضمار القول، أي: يقال لأهل الجنة: ادخلوها. أو يقال للملائكة: أدخلوها إياهم. وعلى قراءة الإخبار يكون مستأنفا من غير إضمار قول.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "بسلام" حال، أي: ملتبسين بالسلامة، أو مسلما عليكم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "آمنين" حال أخرى وهي بدل مما قبلها: إما بدل كل من كل، وإما بدل اشتمال; لأن الأمن مشتمل على التحية أو بالعكس.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية